للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {يُسَبِّحُ:} فعل مضارع. {لِلّهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعول به. وقيل: اللام صلة، وعليه فلفظ الجلالة مجرور لفظا، منصوب محلا. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل {يُسَبِّحُ،} والجملة الفعلية ابتدائية، لا محل لها.

{فِي السَّماواتِ:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول. {وَما فِي الْأَرْضِ:} معطوف على ما قبله، والإعراب مثله. {لِلّهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {الْمُلْكُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل نصب حال من لفظ الجلالة، والرابط: الضمير فقط، وجملة {وَلَهُ الْحَمْدُ:} معطوفة عليها فهي في محل نصب حال مثلها. {وَهُوَ:} (الواو): حرف عطف.

(هو): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {عَلى كُلِّ:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {قَدِيرٌ} بعدهما، و {كُلِّ} مضاف، و {شَيْءٍ:} مضاف إليه، {قَدِيرٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب حال أيضا.

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢)}

الشرح: قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: إن الله خلق بني آدم مؤمنا، وكافرا، ثم يعيدهم كما خلقهم مؤمنا، وكافرا. وعن عائشة-رضي الله عنها-: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ الله خلق للجنّة أهلا، خلقهم لها؛ وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلا، خلقهم لها؛ وهم في أصلاب آبائهم». أخرجه مسلم. وعن أنس-رضي الله عنه-: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «وكّل الله بالرحم ملكا فيقول: أي ربّ نطفة؛ أي ربّ علقة؛ أي ربّ مضغة، فإذا أراد الله أن يقضي خلقها. قال: يا ربّ أذكر أم أنثى، أشقي أم سعيد؟ فما الرزق؟ فما الأجل؟ فيكتب ذلك، وهو في بطن أمّه».

والذي عليه الجمهور من الأمة: أن الله خلق الكافر، وكفره فعل له، وكسب، مع أن الله خالق الكفر، وخلق المؤمن، وإيمانه فعل له، وكسب، مع أن الله خالق الإيمان، فلكل واحد من الفريقين كسب، واختيار، وكسبه، واختياره بتقدير الله، وبمشيئته، فالمؤمن بعد خلق الله إياه يختار الإيمان؛ لأن الله أراد ذلك منه، وقدره عليه، وعلمه منه. والكافر بعد خلق الله إياه يختار الكفر؛ لأن الله تعالى قدر ذلك عليه، وعلمه منه، ولا يجوز أن يوجد من كل واحد منهما غير الذي قدر عليه، وعلمه منه. هذا طريق أهل السنة؛ لأن وجود خلاف المقدور عجز، ووجود خلاف المعلوم جهل، ولا يليقان بالله تعالى، وفي هذا سلامة من الجبر، والقدر، كما قال الشاعر الحكيم: [السريع] يا ناظرا في الدّين ما الأمر؟ ... لا قدر صحّ ولا جبر

انتهى. قرطبي، وخازن بتصرف كبير. هذا؛ وقدم الكافر على المؤمن لكثرة الكفار وقلة المؤمنين. قال تعالى: {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ} الاية رقم [١٣] من سورة (سبأ)، وقال الرسول

<<  <  ج: ص:  >  >>