للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإضافة، وجملة: {لا تَعْلَمُونَهُمُ} في محل نصب صفة ثانية ل‍ (آخرين)، أو في محل نصب حال منه؛ بعد وصفه بما تقدم، واكتفى الفعل بمفعول واحد؛ لأنه من المعرفة، لا من العلم اليقيني، وقيل: المفعول الثاني محذوف، التقدير: لا تعلمونهم فازعين أو محاربين، وهو تكلف لا داعي له. {اللهِ}: مبتدأ. {يَعْلَمُهُمْ}: فعل ومفعوله، وفاعله يعود إلى {اللهِ،} والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. {وَما}: الواو: حرف استئناف.

{مَا}: اسم شرط جازم مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم لفعل شرطه، أو هو مبتدأ، فيكون المفعول محذوفا. {تُنْفِقُوا}: مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية ابتدائية على اعتبار (ما) مفعولا مقدما. {مِنْ شَيْءٍ}: متعلقان بمحذوف حال من {مَا،} أو {مِنْ} المفعول المحذوف، ومن بيان لما أبهم في (ما). {فِي سَبِيلِ}: متعلقان بالفعل {تُنْفِقُوا،} و {سَبِيلِ}:

مضاف، و {اللهِ}: مضاف إليه. {يُوَفَّ}: مضارع مبني للمجهول جواب الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الألف المقصورة، والفتحة قبلها دليل عليها، ونائب الفاعل يعود إلى شيء، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط، ولم تقترن بالفاء، ولا بإذا الفجائية. {إِلَيْكُمْ}: متعلقان بالفعل قبلهما، هذا؛ وخبر (ما)، على اعتبارها مبتدأ مختلف فيه، كما رأيت في الآية رقم [١٣] والجملة الاسمية، أو الفعلية الشرطية على اعتبار (ما) مفعولا مقدما مستأنفة لا محل لها. {وَأَنْتُمْ}: الواو: واو الحال. (أنتم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لا}: نافية. {تُظْلَمُونَ}: مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ} في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير.

{وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦١)}

الشرح: {وَإِنْ جَنَحُوا}: مالوا، أي: المشركون، وغيرهم من يهود ونصارى، أو: الذين نبذ إليهم عهدهم. فهو من باب دخل، وفتح. {لِلسَّلْمِ} أي: المسالمة والمهادنة، قرئ بفتح السين وكسرها، كما في الآية رقم [٢٠٧] البقرة. وإن كان هناك بمعنى الإسلام. {فَاجْنَحْ لَها}:

يقرأ بفتح النون وضمها تبعا لمضارعه، هذا؛ وأنث الضمير العائد إلى السلم لحملها على نقيضها، وهو الحرب والعداوة، قال العباس بن مرداس السلمي الصحابي من أبيات يخاطب بها أبا خراشة خفاف بن ندبة-رضي الله عنهما-: [البسيط]

السّلم تأخذ منها ما رضيت به... والحرب يكفيك من أنفاسها جرع

{وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ}: فوض أمورك إليه، واعتمد عليه في كل شئونك، واستسلم لحكمه وقضائه وقدره. {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}: انظر الآية رقم [٥٤] و [١٧] من هذه السورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>