للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {سَلامٌ:} مبتدأ. {عَلى نُوحٍ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، وساغ الابتداء بالنكرة؛ لأنه في معنى الدعاء. {فِي الْعالَمِينَ:} جار ومجرور متعلقان بالخبر المحذوف، وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية في محلها أوجه: أحدها: مفسرة لمفعول (تركنا) المحذوف. والثاني: هي في محل نصب مفعول به ل‍: (تركنا). وقيل: ضمن (تركنا) معنى:

«قلنا». وقيل: هي في محل نصب مقول القول لقول محذوف. وقيل: هي مستأنفة، لا محل لها. {إِنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها. {كَذلِكَ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف، عامله ما بعده. التقدير: نجزي المحسنين جزاء كائنا مثل الجزاء الذين جزيناه نوحا عليه السّلام، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {نَجْزِي:}

فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل ضمير مستتر تقديره:

«نحن». {الْمُحْسِنِينَ:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية تعليل لإكرام نوح. {إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {مِنْ عِبادِنَا:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (إنّ)، و (نا): في محل جر بالإضافة. {الْمُؤْمِنِينَ:} صفة: {عِبادِنَا} مجرور مثله، والجملة الاسمية تعليل لإحسانه، لا محل لها. {ثُمَّ:} حرف عطف. {أَغْرَقْنَا:}

فعل، وفاعل، {الْآخَرِينَ:} مفعول به منصوب... إلخ، والجملة الفعلية معطوفة على جملة:

(نجيناه...) إلخ لا محل لها مثلها.

{وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ (٨٣) إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٤)}

الشرح: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ} أي: من أهل دينه وسنته ومنهاجه، وإن اختلفت فروع شرائعهما. ويجوز أن يكون بين شريعتيهما اتفاق كلي، أو أكثري؛ وإن طال الزمان بينهما، وهو ألفان وستمئة وأربعون سنة، أفاده الجلال، والبيضاوي، وفي جامع الأصول: أن بينهما ألفا ومئة، واثنتين وأربعين سنة، وكان بينهما رسولان: هود، وصالح، وكان قبل نوح ثلاثة: إدريس، وشيث، وآدم، فجملة الرسل قبل إبراهيم ستة، على نبينا، وحبيبنا وعليهم جميعا ألف صلاة، وألف سلام. هذا؛ وفي الآيتين مراعاة الفواصل وهو من المحسنات البديعية، وهو من خصائص القرآن الكريم، وفيه من الروعة، والجمال، وحسن الوقع على السمع ما يزيد الكلام روعة وجمالا، وهو كثير في القرآن الكريم مثل سورة (الواقعة) ونحوها، ولا يجوز أن نسمّيه: سجعا.

هذا؛ وشيعة الرجل: أتباعه وأنصاره، وكل قوم اجتمعوا على أمر فهم شيعة، وأشياع، وأصله من التشيع، ومعنى الشيعة: الجماعة الذين يتبع بعضهم بعضا. وقيل: الشيعة: هم الذين يتقوى بهم الإنسان. وفي القاموس المحيط: وشيعة الرجل بالكسر: أتباعه، وأنصاره، والفرقة

<<  <  ج: ص:  >  >>