على حدة، وتقع على الواحد والاثنين والجمع، والمذكر والمؤنث. وقد غلب هذا الاسم على من يتولى علي بن أبي طالب، وأهل بيته، رضوان الله عليهم أجمعين، حتى صار اسما لهم خاصة، قال الكميت-وهو الشاهد رقم (٤١٢) من كتابنا: «فتح ربّ البرية» -: [الطويل]
ومالي إلاّ آل أحمد شيعة... ومالي إلاّ مذهب الحقّ مذهب
وجمع شيعة: شيع، مثل: سدرة، وسدر، والأشياع: جمع الجمع، فهو مأخوذ من الشياع، وهو الحطب الصغار الذي يوقد فيه الكبار؛ حتى تستوقد. انتهى. قرطبي. هذا؛ والمشايعة:
المناصرة، والمعاونة، أخذت من الشياع أيضا، وهو دقاق الحطب لمعاونته النار على الإيقاد في الحطب الجزل. قال عنترة رقم [١٠١] من معلقته: [الكامل]
ذلل ركابي حيث شئت مشايعي... قلبي وأحفزه بأمر مبرم
{إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} من آفات القلوب، أو من العلائق الدنيوية، خالص لله. ومعنى المجيء به ربه: إخلاصه له، كما جاء به متحفا إياه، وحقيقة المجيء بالشيء: نقله من مكانه.
وهذا المعنى لا يتصور فيما نحن فيه، فكان الظاهر: جاء ربه سليم القلب. ففي {جاءَ} استعارة تصريحية، تبعية، شبه إخلاصه قلبه بمجيئه بتحفة في أنه فاز بما يستجلب رضاه. انتهى. جمل نقلا من الشهاب، وزاده. هذا؛ ويحتمل مجيئه إلى ربه وجهين: أحدهما: عند دعائه إلى توحيده، وطاعته. والثاني: عند إلقائه في النار. وقال عوف: فقلت لمحمد بن سيرين: ما القلب السليم؟ قال: أن يعلم أن الله حق، وأن الساعة حق، وأن الله يبعث من في القبور.
الإعراب:{وَإِنَّ:} الواو: حرف عطف. (إن): حرف مشبه بالفعل. {مِنْ شِيعَتِهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (إنّ)، تقدم على اسمها، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {لَإِبْراهِيمَ:} اللام: لام الابتداء. (إبراهيم): اسم (إنّ) مؤخر. والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها؛ لأن الواو عطفت قصة إبراهيم على قصة نوح. هذا؛ وإن اعتبرت الجملة الاسمية في محل نصب حال من نوح، أو من الضمير العائد عليه؛ فلست مفندا، والرابط: الواو، والضمير، فالمعنى لا يأباه. تأمل. {إِذْ:} ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل نصب متعلق ب: {شِيعَتِهِ} لما فيه من معنى المتابعة، والمشايعة، أو هو متعلق بمحذوف، أو هو مفعول به لهذا المحذوف المقدر ب: اذكر. وهو قول الزمخشري، وأبي البقاء، وغيرهما. {جاءَ:} فعل ماض، والفاعل مستتر تقديره:«هو» يعود إلى (إبراهيم).
{رَبَّهُ:} مفعول به، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {بِقَلْبٍ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {سَلِيمٍ:} صفة:
(قلب). وجملة:{جاءَ..}. إلخ في محل جر بإضافة:{إِذْ} إليها.