للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هما متعلقان ب‍: {مُغْنُونَ} على اعتبار {نَصِيباً} مصدرا، والجملة الاسمية: {فَهَلْ أَنْتُمْ..}.

إلخ استئنافية لا محل لها. وجملة: {إِنّا كُنّا... :} إلخ في محل نصب مقول القول.

{قالَ الَّذِينَ اِسْتَكْبَرُوا إِنّا كُلٌّ فِيها إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ (٤٨)}

الشرح: {قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا:} عن الإيمان، وعن متابعة الرسل، والانقياد لهم، وهم القادة والرؤساء والعظماء في الدنيا. {إِنّا كُلٌّ فِيها} أي: نحن، وأنتم فيها؛ فكيف نغني عنكم؟! ولو قدرنا؛ لأغنينا عن أنفسنا. هذا؛ وقرئ: «(كلا)» على التأكيد لاسم (إن). وأجاز ذلك الكسائي، والفراء، ومنع ذلك سيبويه، والمبرد؛ لأنه لا يجوز عندهما أن يبدل من المضمر هنا؛ لأنه مخاطب، ولا يبدل الظاهر من المخاطب، ولا من المتكلم؛ لأنهما لا يشكلان، فيبدل منهما. هذا نص كلام المبرد، والقراءة ليست سبعية. {إِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبادِ:}

بأن أدخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، لا معقب لحكمه. وقسم العذاب بين الأتباع، والمتبوعين، والحاكمين، والمحكومين بقدر ما يستحقه كل منهم، كما قال تعالى في سورة (الأعراف) رقم [٣٨]: {لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلكِنْ لا تَعْلَمُونَ}.

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل، وجملة: {اِسْتَكْبَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محل لها. {إِنّا:}

حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها. {كُلٌّ:} مبتدأ، والتنوين عوض من المضاف إليه؛ إذ التقدير: كلنا. {فِيها:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (كل)، والجملة الاسمية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل.

{اللهَ:} اسمه. {قَدْ:} حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {حَكَمَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {اللهَ}. {بَيْنَ:} ظرف مكان متعلق بما قبله، و {بَيْنَ} مضاف، و {الْعِبادِ} مضاف إليه، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية تعليلية، وهي في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَقالَ الَّذِينَ فِي النّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ اُدْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنّا يَوْماً مِنَ الْعَذابِ (٤٩)}

الشرح: {وَقالَ الَّذِينَ فِي النّارِ} أي: الأتباع، والمتبوعون؛ الذين أودعوا في جهنم بعد أن تحاجوا فيما بينهم، وتلاوموا، بل ولعن بعضهم بعضا، قالوا لخزنة جهنم مستغيثين بهم، ومستنجدين، ومستناصرين: {اُدْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ..}. إلخ؛ أي: اسألوا ربكم، وتوسلوا إليه أن يخفف عنا العذاب ولو يوما واحدا! هذا؛ ووضع {جَهَنَّمَ} موضع الضمير للتهويل، أو لبيان محلهم فيها. وهذا بعد أن ضاقت حيلهم، وعييت بهم عللهم، والمراد: ب‍: {يَوْماً؛} أي:

<<  <  ج: ص:  >  >>