للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمّا جاءَهُمْ هذا سِحْرٌ مُبِينٌ (٧)}

الشرح: {وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ..}. إلخ: أي آيات القرآن يقرؤها محمد صلّى الله عليه وسلّم على كفار قريش.

{بَيِّناتٍ:} واضحات الدلالة على ما يخالف معتقداتهم من إنكار البعث، والحساب، والجزاء.

{قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ..}. إلخ: أي: لأجله، وفي شأنه، والمراد به: الايات، ووضع موضع ضميرها، ووضع: {الَّذِينَ كَفَرُوا} موضع ضمير المتلو عليهم للتسجيل عليها بالحق، وعليهم بالكفر، والانهماك في الضلالة. {لَمّا جاءَهُمْ} أي: حينما جاءهم من غير نظر، وتأمل. {هذا سِحْرٌ مُبِينٌ}. هذا؛ وقال تعالى في سورة (الزخرف) رقم [٣٠]: {وَلَمّا جاءَهُمُ الْحَقُّ قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنّا بِهِ كافِرُونَ} انظر شرحها هناك.

الإعراب: {وَإِذا:} الواو: حرف عطف، (إذا): مثل سابقتها. {تُتْلى:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر. {عَلَيْهِمْ:} متعلقان بما قبلهما. {آياتُنا:}

نائب فاعل، و «نا»: في محل جر بالإضافة. {بَيِّناتٍ:} حال منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، وجملة: {تُتْلى عَلَيْهِمْ..}. إلخ في محل جر بإضافة (إذا) إليها... إلخ. {قالَ:} فعل ماض. {الَّذِينَ:} فاعله، وجملة: {كَفَرُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محلّ لها. {لِلْحَقِّ:} متعلقان بالفعل: {قالَ}. {لَمّا:} ظرف زمان بمعنى:

«حين» مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل: {قالَ} أيضا. {جاءَهُمْ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى (الحق)، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة: {لَمّا} إليها. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {سِحْرٌ:} خبره. {مُبِينٌ:}

صفة: {سِحْرٌ،} والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ جواب (إذا)، لا محل لها، و (إذا) ومدخولها كلام معطوف على ما قبله، لا محل له مثله.

{أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَراهُ قُلْ إِنِ اِفْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٨)}

الشرح: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ} أي: أيقول المشركون: افترى محمد صلّى الله عليه وسلّم القرآن، واختلقه من تلقاء نفسه. وقال البيضاوي: إضراب عن ذكر تسميتهم القرآن سحرا إلى ذكر ما هو أشنع منه، وإنكار له، وتعجيب. {قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ:} على سبيل الفرض. {فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللهِ شَيْئاً} أي:

إن عاجلني الله بالعقوبة، فلا تقدرون على دفع شيء منها، فكيف أجترئ عليه، وأعرض نفسي للعقاب من غير توقع نفع، ولا دفع ضر من قبلكم. ومثله قوله تعالى في سورة (المائدة) رقم [١٧]: {قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللهِ شَيْئاً إِنْ أَرادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي}

<<  <  ج: ص:  >  >>