للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَإِذا:} الواو: حرف استئناف. (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {نادَيْتُمْ:} فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محلّ جرّ بإضافة: (إذا) إليها على القول المشهور المرجوح. {إِلَى الصَّلاةِ:} متعلّقان بما قبلهما. {اِتَّخَذُوها:} ماض، وفاعله، ومفعوله الأول. {هُزُواً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية جواب: (إذا) لا محلّ لها، و (إذا) ومدخولها كلام مستأنف لا محلّ له.

{وَلَعِباً:} معطوف على ما قبله.

{ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب، لا محلّ له. {بِأَنَّهُمْ:} الباء: حرف جر. (أنّهم): حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها.

{قَوْمٌ:} خبر: (أنّ). {لا:} نافية. {يَعْقِلُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (أنّ). و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلّقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {ذلِكَ..}. إلخ مستأنفة لا محلّ لها.

{قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنّا إِلاّ أَنْ آمَنّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ (٥٩)}

الشرح: {قُلْ:} هذا خطاب لسيّد الخلق وحبيب الحقّ صلّى الله عليه وسلّم ليسأل اليهود عن سبب نقمتهم على الإسلام، والمسلمين. {يا أَهْلَ الْكِتابِ:} هذا النداء يشمل اليهود، والنّصارى؛ لأنّ لكلّ كتابا. {هَلْ تَنْقِمُونَ مِنّا:} هل تنكرون منّا، وتعيبون علينا، وتكرهون؟ يقال: نقم منه كذا: إذا أنكره. وانتقم منه: إذا كافأه على فعله. وقرئ بفتح القاف، والمضارع: ينتقم من الباب الأوّل.

وقرئ بكسر القاف، وفتحها في المضارع من الباب الرّابع. {إِلاّ أَنْ آمَنّا بِاللهِ:} وحده، لا شريك له، لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. والاستفهام بمعنى النفي، وفي الكلام استثناء صفة مدح من صفة ذمّ منفيّة، ومنه قول النّابغة الذّبياني في مدح بني غسّان: [الطويل]

ولا عيب فيهم غير أنّ سيوفهم... بهنّ فلول من قراع الكتائب

وهذا يسمّى في فنّ البديع: تأكيد المدح بما يشبه الذمّ. ومنه قول ابن قيس الرّقيّات في مدح بني أميّة: [الخفيف]

وما نقموا من بني أميّة إلاّ... أنّهم يحلمون إن غضبوا

ومنه الآية رقم [٧٤] من سورة (التوبة) والآية رقم [١٢٦] من سورة (الأعراف) وأيضا في سورة (البروج) رقم [٨]. {وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ} أي: آمنا بجميع الكتب المنزلة على

<<  <  ج: ص:  >  >>