للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرط، أو جملة الجواب، أو هو الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين، والجملة الاسمية مستأنفة. {ثُمَّ:} حرف عطف. {إِذا:} ظرف لما يستقبل من الزمان، خافض لشرطه، منصوب بجوابه، صالح لغير ذلك، مبني على السكون في محل نصب. {مَسَّكُمُ الضُّرُّ:} ماض، ومفعوله وفاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة إذا إليها على المشهور المرجوح. الفاء: واقعة في جواب {إِذا}. إليه: متعلقان بالفعل بعدهما. {تَجْئَرُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية جواب إذا لا محل لها، وإذا ومدخولها كلام معطوف على الجملة الاسمية لا محل له مثلها.

{ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٥٤)}

الشرح: {ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ} أي: ما تقدّم من المرض، ونحوه. {إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} أي: طائفة منكم يضيفون كشف الضر إلى العوائد، والأسباب، ولا يضيفونه إلى الله تعالى، فهذا من جملة شركهم، وجحودهم فضل الله عليهم، وهذا بعد دعائهم، وتضرعهم إلى الله، عز وجل. وهذا المعنى مكرر في القرآن، وقد تقدم في (الأنعام) الآية رقم [٦٣] وفي سورة (يونس) الآية رقم [١٢] وغير ذلك كثير. هذا؛ و (الفريق) الطائفة من الناس، و (الفريق): أكثر من الفرقة، وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه، ك‍: «رهط ومعشر» ... إلخ.

الإعراب: {ثُمَّ:} حرف عطف. {إِذا:} انظر الآية السابقة. (كشف): ماض، والفاعل يعود إلى (الله). {الضُّرَّ:} مفعول به. {عَنْكُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {إِذا} إليها على المشهور المرجوح. {إِذا:} فجائية. وانظر الآية رقم [٤].

{فَرِيقٌ:} مبتدأ. {مِنْكُمْ:} متعلقان بمحذوف صفة {فَرِيقٌ}. {بِرَبِّهِمْ:} متعلقان بالفعل بعدهما.

{يُشْرِكُونَ:} مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {فَرِيقٌ..}. إلخ في محل جر بإضافة {إِذا} إليها، وهذا على اعتبار (إذا) الفجائية ظرفا، والجملة الاسمية جواب إذا الشرطية وإذا الفجائية واقعة في جواب {إِذا} الشرطية كما إذا وقعت الفاء في جوابها، و {إِذا} ومدخولها معطوف على مثله في الآية السابقة لا محل له مثله، وفي الآية دليل على أن «إذا» الشرطية لا تكون معمولة لجوابها؛ لأن ما بعد «إذا» الفجائية لا يعمل فيما قبلها. هذا؛ واعتبر أبو البقاء؛ {إِذا} الثانية شرطية، وهو سهو منه. تأمل.

{لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٥٥)}

الشرح: {لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ} أي: أشركوا بالله؛ ليجحدوا نعمة الله التي أنعم بها عليهم من كشف الضر، والبلاء. {فَتَمَتَّعُوا:} لفظه أمر، ومعناه: التهديد، والوعيد، والمعنى:

<<  <  ج: ص:  >  >>