للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تكلم فيه... إلخ، أو هي في محل نصب صفة: {يَوْمَ،} والرابط محذوف؛ أيضا أو هي مفسرة لا محل لها، وذلك بحسب اختلاف الناصب ل‍ {يَوْمَ،} {فَمِنْهُمْ}: الفاء: حرف تفريع واستئناف. (منهم): متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {شَقِيٌّ}: مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. (سعيد): مبتدأ، حذف خبره لدلالة ما قبله عليه، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها، هذا هو الإعراب الظاهر، والأصح: أن مضمون (منهم) مبتدأ، و {شَقِيٌّ} هو الخبر؛ لأن من الجارة دالة على التبعيض، أي: وبعض الناس شقي، وبعضهم سعيد، ولا استبعاد في وقوع الجار والمجرور مبتدأ بتأويل معناه، يرشدك إلى ذلك قوله تعالى: {مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفاسِقُونَ} فعطف (أكثرهم) على {مِنْهُمُ} يؤيد أن معناه: بعضهم، وخذ قول الحماسي: [الكامل]

منهم ليوث لا ترام وبعضهم... ممّا قمشت وضمّ حبل الحاطب

حيث قابل لفظ: (منهم) بما هو مبتدأ، أعني لفظة: (بعضهم) وهذا مما يدل على أن مضمون (منهم) مبتدأ، هذا؛ وليوث: جمع ليث، وهو الأسد. لا ترام: لا تقصد بشر. قمشت:

جمعت من هنا وهناك، والمراد: رذالة الناس، والقماش الرديء من كل شيء، ومثل الآية الكريمة معنى وإعرابا قول لبيد رضي الله عنه: [الطويل]

فمنهم سعيد آخذ بنصيبه... ومنهم شقيّ بالمعيشة قانع

{فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦)}

الشرح: {شَقُوا} أي: وجبت لهم النار بمقتضى الوعيد المترتب على الكفر، والمعاصي، هذا؛ وأصل: {شَقُوا}: (شَقِيُوا) فقل في إعلاله: استثقلت الضمة على الياء فحذفت، ثم حذفت الياء لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة، فصار: (شقوا) ثم قلبت كسرة القاف ضمة لمناسبة الواو، وقل مثله في إعلال: (نسوا، رضوا...) إلخ، هذا؛ وقد قرئ:

«(شُقُوا)». {زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ}: الزفير: إخراج النفس، والشهيق رده، واستعمالهما في أول النهيق وآخره، فالمراد بهما الدلالة على شدة كربهم، وغمهم، وتشبيه حالهم بمن استولت الحرارة على قلبه، وانحصرت فيه روحه، أو تشبيه صراخهم بأصوات الحمير. انتهى. بيضاوي. وقال الخازن: أصل الزفير: ترديد النفس في الصدر حتى تنتفخ منه الضلوع، والشهيق رد النفس إلى الصدر، أو الزفير: مده، وإخراجه من الصدر، وفي كتب اللغة: الزفير إدخال النفس، والشهيق إخراجه، قال الشماخ: [الطويل]

بعيد مدى التّطريب أوّل صوته... زفير، ويتلوه شهيق محشرج

<<  <  ج: ص:  >  >>