للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محلّ لها. {مِنْ دُونِهِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من: {أَوْلِياءَ} كان صفة له، فلما قدم عليه؛ صار حالا على القاعدة: «نعت النكرة إذا تقدم عليها؛ صار حالا». والهاء في محل جر بالإضافة. {أَوْلِياءَ:} مفعول به ثان، والأول محذوف، التقدير: اتخذوا الأصنام أولياء من دونه. {اللهُ:} مبتدأ. {حَفِيظٌ:} خبره. {عَلَيْهِمْ:} متعلقان ب‍: {حَفِيظٌ،} والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَالَّذِينَ..}. إلخ مستأنفة، لا محلّ لها. {وَما:} الواو: واو الحال. (ما): نافية حجازية تعمل عمل: «ليس».

{أَنْتَ:} ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسمها. {عَلَيْهِمْ:} متعلقان بما بعدهما.

{بِوَكِيلٍ:} الباء: حرف جر صلة. (وكيل): خبر (ما) منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة الاسمية: {وَما أَنْتَ..}. إلخ في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير.

{وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ (٧)}

الشرح: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا} أي: وكما أوحينا إليك، وإلى من قبلك هذه المعاني، كذلك أوحينا إليك قرانا عربيا بيناه بلغة العرب. وقيل: أي: أنزلنا عليك قرآنا عربيا بلسان قومك، كما أرسلنا كل رسول بلسان قومه، والمعنى واحد. انتهى. القرطبي. وانظر سورة (الزمر) رقم [٢٨] ففيها بحث جيد. {لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى} أي: أهل مكة. فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه، و {أُمَّ الْقُرى:} أصل القرى، وهي مكة. وسميت بهذا الاسم إجلالا لها؛ لأنّ فيها البيت، ومقام إبراهيم، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام، والعرب تسمي أصل كل شيء: أمه، حتى يقال: هذه القصيدة من أمهات قصائد فلان. انتهى. صفوة التفاسير نقلا من الفخر.

وفي مختصر ابن كثير: وسميت مكة: أم القرى؛ لأنّها أشرف من سائر البلاد، لأدلة كثيرة، منها: قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «والله إنك لخير أرض الله، وأحبّ أرض الله إلى الله، ولولا أنّي أخرجت منك ما خرجت». أخرجه أحمد، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه. انتهى.

{وَمَنْ حَوْلَها} أي: جميع القرى التي هي متفرعة من مكة، والمراد: جميع الأمصار، والقرى الموجودة في الدنيا.

{وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ} أي: تخوف الناس يوم القيامة؛ الذي يجمع الله فيه الأولين، والآخرين للحساب، والجزاء، أو يجمع فيه الأرواح، والأشباح، أو الأعمال، والعمال. {لا رَيْبَ فِيهِ:}

<<  <  ج: ص:  >  >>