الشرح:{أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ} أي: يهلكهم في أسفارهم، أو في ليلهم، أو نهارهم، وفي جميع أحوالهم. {فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ:} الله، ولا يفوتونه، ولا يهربون من عقابه وانتقامه.
الإعراب:{أَوْ:} حرف عطف. {يَأْخُذَهُمْ:} معطوف على {يَخْسِفَ} منصوب مثله، والفاعل يعود إلى {اللهُ،} والهاء مفعول به. {فِي تَقَلُّبِهِمْ:} متعلقان بمحذوف حال من الضمير المنصوب، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لفاعله. {فَما:} الفاء: حرف عطف. (ما): نافية حجازية تعمل عمل «ليس». {يَأْخُذَهُمْ:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع اسم (ما). {بِمُعْجِزِينَ} الباء: حرف جر صلة. (معجزين): خبر (ما) مجرور لفظا، منصوب محلا، وإن اعتبرت (ما) مهملة؛ فيكون {يَأْخُذَهُمْ} مبتدأ، والباء زائدة في خبره، والجملة الاسمية مفرّعة عما قبلها، واعتبار الفاء فصيحة، والجملة الاسمية جوابا لشرط مقدر جيد لا بأس به، ويكون التقدير: وإذا كان ذلك ممكنا، وليس متعذرا فما هم بمعجزين الله. تأمل، وتدبر.
الشرح:{أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ} أي: على مخافة بأن يهلك قوما غيرهم، فيتخوفوا، فيأتيهم العذاب، وهم متخوفون. وقال الضحاك: المعنى: يأخذ طائفة، ويدع طائفة، فتخاف الباقية أن ينزل بها ما نزل بصاحبتها. وقال ابن عباس، ومجاهد-رضي الله عنهما-: أي: على تنقص من أموالهم، ومواشيهم، وزروعهم، بل: وأنفسهم؛ حتى أهلكهم كلهم، هذا؛ وتخوّنه الدّهر، وتخوّفه بالفاء والنون بمعنى، يقال: تخوّنني فلان حقي إذا تنقصه، قال لبيد:[الوافر]
عذافرة تقمّص بالرّدافى... تخوّنها نزولي وارتحالي
أي: تنقص لحمها، وشحمها كثرة الأسفار، وما أحراك أن تنظر ما ذكرته في الآية رقم [١٣] من سورة (الرعد). وقال الليث بن سعد:{عَلى تَخَوُّفٍ:} على عجل. وقيل غير ذلك. {لَرَؤُفٌ:}
انظر الآية رقم [٧]، ولا تنس: أن في الكلام التفاتا من الغيبة إلى الخطاب. انظر الآية رقم [٢٢] ومعنى رأفته سبحانه وتعالى هنا: عدم المعاجلة بالعقاب، بل يمهل، ولكنه لا يهمل.
الإعراب:{أَوْ:} حرف عطف. {يَأْخُذَهُمْ:} معطوف على ما قبله، والفاعل يعود إلى {اللهُ،} والهاء مفعول به. {عَلى تَخَوُّفٍ:} متعلقان بمحذوف حال من الضمير المنصوب، أو من الفاعل المستتر. {فَإِنَّ:} الفاء: حرف استئناف. (إنّ): حرف مشبه بالفعل. {رَبَّكُمْ:} اسم (إنّ)، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {لَرَؤُفٌ:} خبر