للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {إِنّا:} (إنّ): حرف مشبه بالفعل، و (نا) اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {سَخَّرْنَا:} فعل، وفاعل. {الْجِبالَ:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية: {إِنّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ} ابتدائية، أو مستأنفة، لا محل لها. {مَعَهُ:} ظرف مكان متعلق بالفعل بعده، والهاء في محل جر بالإضافة. {يُسَبِّحْنَ:} فعل مضارع مبني على السكون، ونون النسوة فاعله، والمفعول محذوف، تقديره: يسبحن الله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من {الْجِبالَ} والرابط: نون النسوة. {بِالْعَشِيِّ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {وَالْإِشْراقِ:} معطوف على ما قبله. (الطير): معطوف على: {الْجِبالَ}. {مَحْشُورَةً:}

معطوف على محل {يُسَبِّحْنَ} الواقعة حالا. هذا؛ وقال الجمل: وقعت الجملة الفعلية حالا دون اسم فاعل لتدل على التجدد والحدوث شيئا بعد شيء، وأتى بالحال اسما {مَحْشُورَةً؛} لأنه لم يقصد أن الفعل وقع شيئا فشيئا؛ لأن حشرها دفعة واحدة أدل على القدرة، والحاشر هو الله تعالى، وقرأ بعضهم برفع الاسمين، على أنهما مبتدأ، وخبر، وجملة مستقلة. انتهى. نقلا من السمين. وعليه فالجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، والحالية ضعيفة. تأمل. {كُلٌّ:} مبتدأ، والإضافة فيه مقدرة. {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {أَوّابٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها.

{وَشَدَدْنا مُلْكَهُ وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ (٢٠)}

الشرح: {وَشَدَدْنا مُلْكَهُ:} قويناه؛ حتى ثبت. قيل: بالهيبة، وإلقاء الرعب منه في القلوب.

وقيل: بكثرة الجنود. وقيل: بالتأييد، والنصر. وهذا اختيار ابن العربي. فلا ينفع الجيش الكثير التفافه على غير منصور، وغير معان. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: كان داود أشد ملوك الأرض سلطانا، كان يحرس محرابه كل ليلة نيف وثلاثون ألف رجل، فإن أصبح، قيل: ارجعوا فقد رضي عنكم نبيكم. والملك عبارة عن كثرة الملك، فقد يكون للرجل ملك، ولكن لا يكون ملكا حتى يكثر ذلك، فلو ملك الرجل دارا وامرأة لم يكن ملكا؛ حتى يكون له خادم يكفيه مؤنة التصرف في المنافع التي يفتقر إليها لضرورته الآدمية. انتهى. قرطبي.

{وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ:} بالنسبة لداود، وأمثاله من الأنبياء هي النبوة، والرسالة، والعلم، والفقه. وبالنسبة لغيرهم: كل كلمة وعظتك، أو دعتك إلى مكرمة، أو نهتك عن قبيح فهي حكمة، قال تعالى في سورة (البقرة) رقم [٢٦٨]: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلاّ أُولُوا الْأَلْبابِ}. وقال في سورة (لقمان) رقم [١٢]: {وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلّهِ}. {وَفَصْلَ الْخِطابِ:} فصل الخصام بتمييز الحق عن الباطل، أو هو الكلام الملخّص، الذي ينبه المخاطب على المقصود من غير التباس يراعى فيه مظان الفصل،

<<  <  ج: ص:  >  >>