للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سلام وقال بعض الكوفيين: جواب: (لما) جملة: {وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} والواو زائدة فيها. هذا؛ وقال امرؤ القيس، في معلقته رقم [٣٧]: [الطويل]

فلمّا أجزنا ساحة الحيّ وانتحى... بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل

أي: انتحى، والواو زائدة، وقال آخر: [الكامل]

حتّى إذا حملت بطونكم... ورأيتم أبناءكم شبّوا

وقلبتم ظهر المجنّ لنا... إنّ اللئيم الفاجر الخبّ

أراد: قلبتم. هذا؛ وقال النحاس: الواو من حروف المعاني، لا يجوز أن تزاد. وانظر الشاهد رقم (٦٧٨) من كتابنا: «فتح القريب المجيب». {قَدْ:} حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {صَدَّقْتَ:} فعل، وفاعل. {الرُّؤْيا:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر، والجملة الفعلية في محل نصب حال من (إبراهيم) والرابط: الضمير. {إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [٧٨] فهو مثله إفرادا، وجملا. {إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ} إعراب هذه الآية مثل إعراب الآية رقم [٥٨] بلا فارق بينهما، وهي هنا مبينة لما قبلها. (فديناه): فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: (ناديناه).

{بِذِبْحٍ:} متعلقان بما قبلهما. {عَظِيمٍ:} صفة: (ذبح).

{وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٠٨) سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ (١٠٩) كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١١٠) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١١١)}

شرح هذه الآيات وإعرابها تقدم في الآيات رقم [٧٨] و [٧٩] و [٨٠] و [٨١] على هذا الترتيب فلا حاجة إلى إعادة شيء مما ذكرته هناك، ولا إلى الزيادة عليه.

هذا؛ وقد عاش سيدنا إبراهيم-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-مئة وخمسا وسبعين سنة على أصح الروايات، ولما انتقل إلى جوار ربه دفنه ولده في مغارة المكفيلة؛ التي دفنت فيها سارة من قبل، وهي البلدة التي تسمى الآن: الخليل، وقد ذكرت في سورة (هود) رقم [٧١] أنه تزوج غير سارة، وولد له أولاد من غيرها، وأما إسماعيل-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-فقد عاش مئة وسبعا وثلاثين سنة، ودفن بمكة قريبا من الحجر الذي بجوار البيت العتيق قرب أمه هاجر صلوات الله عليهم أجمعين. والحمد لله رب العالمين، أما إسحاق، فإنه دفن مع أبيه.

هذا؛ وولد لإسماعيل اثنا عشر ولدا ذكرا، وهم كلهم رؤساء قبائل، وقد ذكرت أسماؤهم في التوراة، فيكونون بمنزلة الأسباط من أولاد يعقوب، كما ولدت له بنت زوجها لابن أخيه

<<  <  ج: ص:  >  >>