هذا؛ والجرز، والجرز بمعنى: واحد. هذا؛ والجرز هنا فسرناه بما رأيت، والجرز أيضا الأرض التي جرز نباتها؛ أي: قطع وأزيل، ودليله قوله تعالى في الآية رقم [٢٧] من سورة (السجدة): {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ} بدليل قوله تعالى: {فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً} وبالجملة فإن معنى الجرز: هي التي لا تنبت، أو التي أكل نباتها، وهو ما في القاموس المحيط. ومعنى الآية الكريمة: إنا لنعيد ما على الأرض من الزينة ترابا مستويا من الأرض، ونجعله كصعيد أملس لا نبات فيه. وجرزه الزمان: اجتاحه. قال تبع:[الكامل]
لا تسقني بيديك إن لم ألقها... جرزا كأنّ أشاءها مجروز
الإعراب:{وَإِنّا:} الواو: حرف عطف. إنا: حرف مشبه بالفعل. وانظر الآية السابقة.
{لَجاعِلُونَ:} اللام: هي المزحلقة. (جاعلون): خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، وفاعله مستتر فيه تقديره:«نحن». {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول ل: {لَجاعِلُونَ؛} لأنه اسم فاعل يعمل عمل فعله. {عَلَيْها:} متعلقان بمحذوف صلة الموصول. {صَعِيداً:} مفعول به ثان. {جُرُزاً:} صفة له، والجملة الاسمية:{وَإِنّا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.
الشرح:{أَمْ حَسِبْتَ} أي: بل أحسبت؛ أي: أظننت يا محمد أنّ قصة أصحاب الكهف والرقيم، وهذه الهمزة المقدرة للاستفهام الإنكاري مع ملاحظة معنى النهي؛ أي: لا تظن أنها عجب مستغرب دون غيرها من الآيات الدالة على قدرة الله تعالى كخلق السموات، والأرض، أو لا تظن: أنّها أعجب الآيات، بل من الآيات ما هو أعجب، وأعظم منها كخلق السموات والأرض. انتهى. جمل.
هذا؛ و (حسب) من باب: تعب في لغة جميع العرب، إلا بني كنانة، فإنهم يكسرون المضارع مع كسر الماضي أيضا على غير قياس، وقد قرئ المضارع بفتح السين، وكسرها.
وانظر شرح:(صاحب) أو (أصحاب) في الآية رقم [٣٩] من سورة (يوسف) عليه السّلام، وشرح آيات في الآية رقم [١] من سورة (الحجر).
و {الْكَهْفِ} الغار الواسع في الجبل، فإن لم يتسع؛ فهو غار، والجمع: كهوف، ومن المجاز قولهم: فلان كهف قومه؛ أي: ملجؤهم، وملاذهم، و (الرقيم) هو لوح كتب فيه أسماء أصحاب الكهف، وقصتهم، ثم وضع على باب الكهف، وكان اللوح من رصاص. وقيل: من حجارة، وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-: إنّ الرقيم اسم الوادي الذي فيه أصحاب الكهف.