للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعلقا بمحذوف حال من الضمير المستقر في الخبر المحذوف، وهو متعلق: {لَهُمْ}. و {عِنْدَ:}

مضاف، و {رَبِّهِمْ:} مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية: {لَهُمْ دارُ..}.

إلخ مستأنفة لا محل لها، وجوز اعتبار الجملة الاسمية في محل جر صفة ثانية ل‍: (قوم)، كما جوز اعتبارها في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الضمير فقط، والجملة الاسمية: {وَهُوَ وَلِيُّهُمْ} في محل نصب حال من: {رَبِّهِمْ} والرابط: الواو، والضمير. {بِما:} متعلقان ب‍ {وَلِيُّهُمْ} لأنه اسم فاعل، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، وانظر بقية الإعراب في الآية رقم [١٢٤] فإنه مثله بلا فارق. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اِسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اِسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنا قالَ النّارُ مَثْواكُمْ خالِدِينَ فِيها إِلاّ ما شاءَ اللهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (١٢٨)}

الشرح: {وَيَوْمَ:} المراد به يوم القيامة، وما فيه من الحساب، والعذاب، والأهوال.

هذا؛ واليوم في الدنيا هو الوقت من طلوع الشمس إلى غروبها، وهذا في العرف، وأما اليوم الشرعي فهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، كما يطلق اليوم على الليل، والنهار معا، كما رأيت في الآية رقم [٩٦] وقد يراد به الوقت مطلقا، تقول: ذخرتك لهذا اليوم، أي لهذا الوقت، والجمع أيام، أصله: أيوام، فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، وجمع الجمع: أياويم، وأيام العرب: وقائعها، وحروبها، وأيام الله: نعمه، ونقمه. ويقال: فلان ابن الأيام، أي:

العارف بأحوالها، ويقال: أنا ابن اليوم، أي: أعتبر حالي فيما أنا فيه. {يَحْشُرُهُمْ:} يبعثهم جميعا للحساب، والجزاء، والضمير مراد به جميع الخلق من الجن، والإنس، ولم يتقدم له ذكر، ولكنه فسر بما بعده، كما ترى، وقرئ بالنون. {يا مَعْشَرَ:} جماعة، وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه، مثل: رهط، ونفر، وجمعه: معاشر، مثل: أراهط. {الْجِنِّ:} انظر الآية رقم [٧٦] {قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ} أي: قد استكثرتم من إغوائهم، وإضلالهم، أو منهم بأن جعلتموهم أتباعكم، فحشروا معكم، كقولهم: استكثر الأمير من الجنود. انتهى بيضاوي. وانظر {الْإِنْسِ} في الآية رقم [١١٢] (قال): انظر «القول» في الآية رقم [٧/ ٣]. {أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ:} الذين أطاعوا الجن فيما يأمرونهم به. {رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنا بِبَعْضٍ} أي: انتفع الإنس بالجن، بأن دلوهم على الشهوات، وما يتوصل به إليها، وانتفع الجن بالإنس بأن أطاعوهم، وحصلوا مرادهم منهم. وقيل: استمتاع الإنس بهم: أنهم كانوا يعوذون بهم في المفاوز، والمخاوف، كما في قوله تعالى: {وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً} واستمتاع الجن بالإنس اعترافهم: أنهم يقدرون على إجارتهم، واستغاثتهم. {وَبَلَغْنا أَجَلَنَا الَّذِي}

<<  <  ج: ص:  >  >>