الأول. والمشهور الثاني. {نَجّاكُمْ:} ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والكاف مفعول به، والفاعل يعود إلى (الله). {إِلَى الْبَرِّ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وقدر الجلال الكلام:
«فلما نجاكم من الغرق، وأوصلكم إلى البر» وعليه فالجار والمجرور: {إِلَى الْبَرِّ} متعلقان بالفعل المحذوف، وهو ما صرح به الجمل، والجملة الفعلية ابتدائية لا محل لها على القول بحرفية (لما)، وهي في محل جر بإضافة (لمّا) إليها على القول بظرفيتها. {أَعْرَضْتُمْ:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية جواب لمّا، لا محل لها، ولمّا ومدخولها معطوف على (إذا) ومدخولها، أو هو كلام مستأنف، لا محل له على الوجهين، وجملة:{وَكانَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
الشرح:{أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ:} المعنى: لا تأمنوا عقاب الله، وانتقامه، فإن من يقدر على إهلاككم بالغرق يقدر أن يهلككم في البر بأحد أمرين: إما خسف ناحية من الأرض بكم، وإما إرسال ريح شديدة ترميكم بالحصباء، وهي صغار الحصى، أو إرسال حجارة من السماء عليكم، كما أرسلت على قوم لوط عليه السّلام. هذا؛ والخسف: انهيار الأرض بالشيء. وخسف المكان: ذهب في الأرض، وبابه جلس، وخسف الله به الأرض من باب ضرب؛ أي: غاب به فيها، وخسوف القمر: ذهاب ضوئه. هذا؛ والخسف: النقصان، والخسف: الذلة، والمهانة والحقارة. قال الشاعر:[البسيط]
ولا يقيم على ضيم يراد به... إلاّ الأذلاّن عير الحيّ والوتد
هذا على الخسف مربوط برمّته... وذا يشجّ فلا يرثي له أحد
وجانب البر: ناحية من الأرض. {ثُمَّ لا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلاً} أي: حافظا ونصيرا يمنعكم من عقاب الله وانتقامه.
الإعراب:{أَفَأَمِنْتُمْ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري تعجبي فيه معنى التهديد. الفاء:
حرف عطف، أو استئناف. (أمنتم): فعل، وفاعل. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب.
{يَخْسِفَ:} مضارع منصوب ب: {أَنْ،} والفاعل يعود إلى (الله). بكم: متعلقان بالفعل قبلهما.
وقيل: متعلقان بمحذوف حال من {جانِبَ الْبَرِّ،} والتقدير: مصحوبا بكم، والأول: أقوى معنى. {جانِبَ:} مفعول به. وقيل: ظرف مكان، والأول: أقوى، و {جانِبَ:} مضاف، و {الْبَرِّ:} مضاف إليه، و {أَنْ} والفعل {يَخْسِفَ} في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به، وجملة:{أَفَأَمِنْتُمْ..}. إلخ معطوفة على جملة محذوفة، التقدير: أنجوتم من الغرق، فأمنتم