للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولى واجب عطفها للدلالة على الجمع بين معناها، ومعنى ما قبلها في الحصول، أعني:

مجيء كل نفس مع الملكين، وقول قرينه ما قاله له، وأمّا هذه؛ فهي مستأنفة كما تستأنف الجمل الواقعة في حكاية التقاول، كما في مقاولة موسى، وفرعون في سورة (طه) وفي سورة (الشعراء)، فكأنّ الكافر قال: رب هو أطغاني، فقال قرينه: {رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ..}. إلخ، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {قالَ قَرِينُهُ:} ماض، وفاعله، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها. {رَبَّنا:} منادى حذف منه أداة النداء. و (نا) في محل جر بالإضافة؛ من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {ما:} نافية. {أَطْغَيْتُهُ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {وَلكِنْ:} الواو: حرف عطف.

(لكن): حرف استدراك مهمل لا عمل له. {كانَ:} فعل ماض ناقص، واسمه تقديره: «هو» يعود إلى قرينه الأول. {فِي ضَلالٍ:} متعلقان بمحذوف خبر: {كانَ}. {بَعِيدٍ:} صفة:

{ضَلالٍ،} والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها.

{قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (٢٨)}

الشرح: {قالَ} أي: الله. {لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ} أي: لا تعتذروا عندي بغير عذر، ولا تختصموا مع بعضكم في دار الجزاء، وموقف الحساب، فلا فائدة في اختصامكم، ولا طائل تحته. {وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ:} وعدتكم بعذابي، وأنذرتكم عقابي في كتبي، وعلى ألسنة رسلي، فما تركت لكم حجة تحتجّون بها.

وقال الجمل: يرد عليه: أن قوله: {وَقَدْ قَدَّمْتُ} واقع موقع الحال من: {لا تَخْتَصِمُوا} والتقديم بالوعيد في الدنيا، والخصومة في الاخرة، واجتماعهما في زمان واحد واجب.

وإيضاح الجواب: أنّ معناه: لا تختصموا؛ وقد صحّ عندكم: أني قدمت إليكم بالوعيد. وصحة ذلك عندهم في الدار الاخرة.

الإعراب: {قالَ:} ماض، وفاعله يعود إلى (الله). {لا:} ناهية. {تَخْتَصِمُوا:} فعل مضارع مجزوم ب‍: {لا} الناهية، وعلامة جزمه حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {لَدَيَّ:}

ظرف مكان متعلق بما قبله، منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المنقلبة ياء لاتصاله بياء المتكلم والتي هي في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول.

{وَقَدْ:} الواو: واو الحال. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {قَدَّمْتُ:} فعل، وفاعل. {إِلَيْكُمْ:} متعلقان بما قبلهما، و {بِالْوَعِيدِ:} متعلقان بما قبلهما. وقيل: الباء صلة، و (الوعيد) مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب حال من فاعل: {قالَ} المستتر، والرابط:

<<  <  ج: ص:  >  >>