للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خصوص الآيات التسع التي جاء بها موسى للقبط لم يظهر، وذلك؛ لأن وقت الأمر بالذهاب إلى القبط، لم يكونوا قد رأوا شيئا من الآيات التسع حتى يكلموا بها؛ لأن الأمر بالذهاب إليهم كان في واقعة الطور، وهي كانت قبل مجيء مصر، ومخاطبة فرعون وقومه، فلا تخلص إلا بحمل الماضي على معنى الاستقبال، أي: سيكذبوا بآياتنا انتهى. نقلا عن شيخه. {فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِيراً:} قال البيضاوي: أي: فذهبا إليهم، فكذبوهما، فدمرناهم تدميرا، فاقتصر على حاشيتي القصة اكتفاء بما هو المقصود، وهو إلزام بالحجة ببعثة الرسل، واستحقاق التدمير بتكذيبهم.

هذا؛ والتدمير الإهلاك بأمر عجيب، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {فَقُلْنَا:} الفاء: حرف عطف. (قلنا): فعل، وفاعل. {اِذْهَبا:} فعل أمر مبني على حذف النون؛ لأن مضارعه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين فاعله. {إِلَى الْقَوْمِ:} متعلقان بما قبلهما. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر صفة {الْقَوْمِ،} وجملة:

{كَذَّبُوا بِآياتِنا} صلة الموصول لا محل لها. (دمرناهم): ماض، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية معطوفة على جملة محذوفة، انظر تقديرها في الشرح، وجملة: {اِذْهَبا..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: (فقلنا...) إلخ معطوفة على جواب القسم في الآية السابقة، لا محل لها مثلها، وجملة: {فَدَمَّرْناهُمْ..}. إلخ معطوفة على جملة (قلنا...) إلخ لا محل لها أيضا.

{وَقَوْمَ نُوحٍ لَمّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ وَجَعَلْناهُمْ لِلنّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنا لِلظّالِمِينَ عَذاباً أَلِيماً (٣٧)}

الشرح: {وَقَوْمَ نُوحٍ لَمّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْناهُمْ:} ذكر الله جنس الرسل، والمراد: نوح وحده؛ لأنه لم يكن في ذلك الوقت رسول إليهم إلا نوح وحده، فنوح-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-إنما بعث بلا إله إلا الله، وبالإيمان بما ينزل الله، فلما كذبوه؛ كان في ذلك تكذيب لكل من بعث بعده بهذه الكلمة، وقيل: إن من كذب رسولا فقد كذب جميع الرسل؛ لأنهم لا يفرق بينهم في الإيمان، ولأنه ما من نبي إلا يصدق سائر أنبياء الله، فمن كذب منهم نبيا، فقد كذب كل من صدقه من النبيين. انتهى. قرطبي. {وَجَعَلْناهُمْ} أي: جعلنا إغراقهم، أو قصتهم. {لِلنّاسِ آيَةً} أي: علامة ظاهرة على قدرتنا. {وَأَعْتَدْنا:} هيأنا. {لِلظّالِمِينَ:} قوم نوح ومن سار على طريقتهم، وانظر التعبير عن الكافرين، في الآية رقم [٢٧]. {عَذاباً أَلِيماً} أي: في الآخرة، وتلك سنة الله في الكافرين والجاحدين، ولن تجد لسنة الله تبديلا، ولا تحويلا. هذا؛ وانظر قصة نوح مع قومه مفصلة في سورة (هود) على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.

الإعراب: {وَقَوْمَ:} الواو: حرف عطف. (قوم): في نصبه أربعة أقوال: الأول: العطف على الضمير المنصوب، فيكون المعنى: ودمرنا قوم نوح. الثاني: أنه منصوب بفعل محذوف،

<<  <  ج: ص:  >  >>