للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفريقين بعده؛ لأن الحديث مسوق للمشركين، والنداء خاص بهم، وهم الذين قيل فيهم: {أَفَلَمْ يَسِيرُوا،} ووصفوا بالاستعجال، وإنما أقحم المؤمنون، وثوابهم؛ ليغاظوا، وانظر إعلال {مُبِينٌ} في الآية رقم [١١].

الإعراب: {قُلْ:} أمر، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنت». {يا أَيُّهَا النّاسُ:} انظر إعراب هذه الجملة في الآية رقم [١] وهي هنا في محل نصب مقول القول. {إِنَّما:} كافة، ومكفوفة. {أَنَا:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {لَكُمْ:} متعلقان بنذير بعدهما. {نَذِيرٌ:} خبر المبتدأ. {مُبِينٌ:} صفة له، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول، وإنما أفادت الحصر، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها.

{فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٥٠) وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (٥١)}

الشرح: {فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ:} على اختلاف أنواعها، وتفاوت درجاتها. وانظر الاحتراس في الآية رقم [٩٤] من سورة (الأنبياء). {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ:} لذنوبهم. {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ} أي:

لا ينتهي عدده، ولا ينقطع مدده، صاف عن كد الاكتساب، وخوف الحساب، لا منة فيه، ولا عذاب. والكريم من كل نوع ما يجمع فضائله، وهو صفة لكل ما يرضي في بابه، يقال:

وجه كريم؛ أي: مرض بحسنه وجماله. وكتاب كريم: مرض في معانيه، وفوائده. ونبات كريم:

مرض فيما يتعلق به من المنافع، قال تعالى: {كَمْ أَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} وقس على ذلك الإنسان، والحيوان... إلخ، وانظر شرح {رِزْقاً حَسَناً} في الآية رقم [٥٨] الآتية.

{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا مُعاجِزِينَ:} مغالبين، أو معاندين، أو مثبطين الناس عن الإسلام، يقولون لهم: محمد صلّى الله عليه وسلّم ساحر، وما جاء به سحر، أو يقولون لهم: هو كاهن، أو شاعر... إلخ، هذا؛ وعاجزه: سابقه؛ إذا كان كل واحد منهما يسعى في طلب إعجاز الآخر عن اللّحاق به، فإذا سبقه؛ قيل: أعجزه، وعجّزه. ويقرأ: «(معجّزين)» بتشديد الجيم. هذا؛ ومعنى: {سَعَوْا:}

اجتهدوا. {أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ:} النار الموقدة التي تشتعل بهم. هذا؛ وقد قابل سبحانه بين المؤمنين المطيعين وبين الكافرين المعاندين، وذكر جزاء كل فريق منهم. انظر الآية رقم [١٤].

هذا؛ ولا تنس: أن الوعد، والوعيد يشملان الذكور، والإناث من بني آدم، كما قد صرحت به بعض الآيات القرآنية، وانظر مثل إعلال (سعوا) في الآية رقم [١٠٩] من سورة (الأنبياء).

الإعراب: {فَالَّذِينَ:} الفاء: حرف استئناف. (الذين): اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ، وجملة: {آمَنُوا} مع المتعلق المحذوف صلته، وجملة: {وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ} معطوفة عليها لا محل لها مثلها. {لَهُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مَغْفِرَةٌ:} مبتدأ

<<  <  ج: ص:  >  >>