للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبناء دالّ على المرة. هذا؛ والنفحة في اللغة: الدفعة اليسيرة، وهي أيضا: النصيب القليل، وقال ابن ميادة في مدح الوليد بن يزيد بن عبد الملك: [البسيط]

لمّا أتيتك أرجو فضل نائلكم... نفحتني نفحة طابت لها العرب

أي: طابت لها النفس، وانظر {تَلْفَحُ} في الآية رقم [١٠٤] من سورة (المؤمنون). هذا؛ وإعلال: (ليقولنّ) مثل إعلال: (لتعلمنّ) في الآية رقم [٧١] من سورة (طه).

هذا؛ و {عَذابِ} اسم مصدر، لا مصدر؛ لأن المصدر: تعذيب؛ لأنه من: عذّب، يعذّب بتشديد الذال فيهما، وقيل: هو مصدر على حذف الزوائد، ومثله: عطاء، وسلام، ونبات لأعطى، وسلم، وأنبت.

الإعراب: {وَلَئِنْ:} الواو: حرف استئناف. اللام: موطئة لقسم محذوف، تقديره: والله.

(إن): حرف شرط جازم. {مَسَّتْهُمْ:} ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والتاء للتأنيث حرف لا محل له، والهاء مفعول به. {نَفْحَةٌ:} فاعل. {مِنْ عَذابِ:} متعلقان بمحذوف صفة {نَفْحَةٌ،} و {عَذابِ} مضاف، و {رَبِّكَ} مضاف إليه من إضافة اسم المصدر لفاعله، والكاف في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وجملة: {مَسَّتْهُمْ..}.

إلخ لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {لَيَقُولُنَّ:} اللام: واقعة في جواب القسم. (يقولن): مضارع مرفوع، وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال، وواو الجماعة المحذوفة المدلول عليها بالضمة فاعله، والنون للتوكيد، والكلام: {يا وَيْلَنا..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وانظر إعرابه في الآية رقم [١٤] والجملة: {لَيَقُولُنَّ..}. إلخ لا محل لها؛ لأنها جواب القسم المحذوف، وحذف جواب الشرط لدلالة جواب القسم عليه على القاعدة: «إذا اجتمع شرط، وقسم، فالجواب للسابق منهما». قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-في ألفيته: [الرجز] واحذف لدى اجتماع شرط وقسم... جواب ما أخّرت فهو ملتزم

والكلام: {وَلَئِنْ مَسَّتْهُمْ..}. إلخ مستأنف لا محل له.

{وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ (٤٧)}

الشرح: {وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ} أي: نحضر الموازين لنزن فيها أعمال العباد، والجمهور على أن صحائف الأعمال توزن بميزان، له لسان، وكفتان، ينظر إليه الخلائق، إظهارا للمعدلة، وقطعا للمعذرة، كما يسألهم عن أعمالهم، فتعترف بها ألسنتهم، وتشهد بها جوارحهم. هذا؛ و {الْمَوازِينَ} جمع: ميزان، وإنما جمع {الْمَوازِينَ} لتعظيم شأنها، أو لاعتبار تعدد الأعمال

<<  <  ج: ص:  >  >>