للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَرَسُولِهِ}: (رسوله): بالرفع فيه ثلاثة أوجه: أحدها: هو معطوف على الضمير المستتر في: بريء، وما بينهما يجري مجرى التوكيد؛ فلذا ساغ العطف، والثاني: هو مبتدأ محذوف خبره، التقدير: ورسوله بريء أيضا، والثالث: هو معطوف على محل اسم (أنّ)، وهو عند المحققين غير جائز؛ لأن المفتوحة لها موضع غير الابتداء بخلاف المكسورة، وقرئ بالنصب من وجهين: أحدهما: العطف على اسم (أنّ)، وثانيهما: على أنه مفعول معه، والواو بمعنى مع، وقرئ شاذا بالجر على إرادة القسم، وحذف جوابه لفهم المعنى. وقيل: على الجوار، كما أنهم نعتوا أو أكدوا على الجوار، كما رأيت في الآية رقم [٧] من سورة (المائدة). {فَإِنْ}:

الفاء: حرف تفريع واستئناف. {فَإِنْ}: حرف شرط جازم. {تُبْتُمْ}: ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء فاعله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال؛ لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَهُوَ}: الفاء: واقعة في جواب الشرط. (هو): ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ. {خَيْرٌ}: خبر المبتدأ. {لَكُمْ}: متعلقان ب‍ {خَيْرٌ،} والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، و (إن) ومدخولها كلام مفرع عما قبله لا محل له من الإعراب، وما بعده معطوف عليه، وإعرابه مثله، {فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللهِ}: إعراب هذه الجملة مثل الآية رقم [٢]. {وَبَشِّرِ}: أمر، وفاعله أنت. {الَّذِينَ}: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به، وجملة: {كَفَرُوا} صلته. {بِعَذابٍ}: متعلقان بالفعل قبلهما. {أَلِيمٍ}:

صفته، وجملة: {وَبَشِّرِ الَّذِينَ..}. إلخ مستأنفة، والعطف لا يؤيده المعنى.

{إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (٤)}

الشرح: {إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ..}. إلخ: المراد بهؤلاء بنو ضمرة-حي من كنانة-فقد أمر الله رسوله والمؤمنين بإتمام عهدهم، إلى تمام مدته، وكان قد بقي من ذلك تسعة أشهر، والسبب فيه أن هؤلاء القوم لم ينقضوا العهد، ولم يعاونوا أحدا على الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وإذا كان ذلك واقعا منهم؛ فلا يعاملون معاملة الناكثين: {إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ،} انظر هذا الحب في الآية رقم [٥٩] الأنفال، هذا؛ وقرئ «(ينقضوكم)» بالضاد، أي: لم ينقضوا العهد الذي بينكم وبينهم، هذا؛ وانظر {الْمُشْرِكِينَ} في الآية رقم [٣]. «ينقضوكم»: انظر (زاد) في الآية رقم [٦٩] الأعراف. {شَيْئاً}: انظر الآية رقم [٨٥] (الأعراف). {أَحَداً}: انظر الآية رقم [٨٠] (الأعراف). {الْمُتَّقِينَ}: انظر الآية رقم [١] من سورة (الأنفال). {ثُمَّ}: انظر الآية رقم [١٠٣] من سورة (الأعراف).

<<  <  ج: ص:  >  >>