{أَفَلا:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري توبيخي، الفاء: حرف عطف. (لا): نافية.
{يَشْكُرُونَ:} فعل مضارع مرفوع إلخ، والواو فاعله، والمفعول محذوف، انظر تقديره في الشرح، والجملة الفعلية معطوفة على جملة محذوفة، التقدير: أيرون هذه النعم، أو يتنعمون بهذه النعم، فلا يشكرونها، والكلام كله مستأنف، لا محل له.
الشرح:{سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها:} نزه الله نفسه عن قول الكفار؛ إذ عبدوا غيره مع ما رأوه من نعمه، وآثار قدرته. وفيه معنى الأمر، أي: سبحوه، ونزهوه عما لا يليق به.
وقيل: فيه معنى التعجب، أي: عجبا لهؤلاء في كفرهم مع ما يشاهدونه من هذه الآيات! ومن تعجب من شيء قال: سبحان الله! و {الْأَزْواجَ} الأنواع، والأصناف، فكل زوج صنف؛ لأنه مختلف في الألوان، والطعوم، والأشكال، والصغر، والكبر، فاختلافها هو ازدواجها. وقال قتادة: يعني: الذكر، والأنثى. انتهى. قرطبي.
{مِمّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ:} من النبات، وأنواع الشجر. {وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ} أي: وخلق منهم أزواجا ذكورا، وإناثا. {وَمِمّا لا يَعْلَمُونَ} أي: من أصناف خلقه في البر، والبحر، والسماء، والأرض. ثم يجوز أن يكون مما يخلقه لا يعلمه البشر، وتعلمه الملائكة. ويجوز أن لا يعلمه مخلوق. ووجه الاستدلال في هذه الآية: أنه إذا انفرد بالخلق، فلا ينبغي أن يشرك به.
قال محمد علي الصابوني: سبحان الله ما أعظم قدرة الله، لقد كان السائد: أن الزوجية إنما تكون بين الإنسان، والحيوان فقط، وجاء القرآن بالمعجزة الباهرة المثبتة لما اكتشفه العلم الحديث منذ زمن قريب، وهي: أن الزوجية بين الإنسان، والحيوان، والنبات، والذرة، وسائر الكائنات، فقد ثبت: أن الذرة وهي أصغر أجزاء المادة، مؤلفة من زوجين مختلفين من الإشعاع الكهربائي: سالب، وموجب يتزاوجان، ويتحدان، وأن بين النبات أعضاء مذكرة، وأعضاء مؤنثة. فسبحان العلي القدير القائل:{سُبْحانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ..}. إلخ انتهى. هذا؛ وقال تعالى في سورة (الذاريات): {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} فهذه الآية الكريمة عممت الزوجية في النبات، والإنسان وفي كل شيء مما نعلمه، ومما لا نعلمه، فسبحان الإله القدير العليم الذي أحاط علمه بكل الأكوان، وأحصى كل شيء عددا. انتهى.
الإعراب:{سُبْحانَ:} مفعول مطلق لفعل محذوف لم يذكر. و {سُبْحانَ} مضاف، و {الَّذِي} اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر، أو اسم المصدر لفاعله، فيكون المفعول محذوفا، أو لمفعوله، فيكون الفاعل محذوفا. {خَلَقَ:} فعل ماض،