للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ:} أصل الفعل: تتذكرون، حذفت إحدى التاءين للتخفيف، وهذا الحذف تجده في كثير من الايات. هذا؛ والترجي في هذه الاية، وأمثالها إنما هو بحسب عقول البشر؛ لأنّ الله تعالى لا يحصل منه ترجّ ورجاء لعباده، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

الإعراب: {وَالسَّماءَ:} الواو: حرف استئناف. (السماء): منصوب على الاشتغال بفعل محذوف، يفسّره المذكور بعده، وقدّر أبو البقاء المحذوف بقوله: «رفعنا السماء» والأول أقوى، وأولى؛ لأنّ تقديره يصار إليه عند تعذّر الموافق لفظا، نحو زيدا مررت به، وزيدا ضربت غلامه.

والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها. {بَنَيْناها:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنها مفسّرة للجملة المقدرة قبلها. {بِأَيْدٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان بمحذوف حال من (نا)، أو من (ها)؛ أي: ملتبسين، أو ملتبسة بقوة، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين. {وَإِنّا:} الواو: واو الحال. (إنا): حرف مشبه بالفعل.

و (نا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {لَمُوسِعُونَ:} اللام: هي المزحلقة، (موسعون): خبر (إن) مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ. والجملة الاسمية: (إنا لموسعون) في محل نصب حال من: (نا)، والرابط: الضمير فقط.

{وَالْأَرْضَ:} منصوب على الاشتغال بفعل محذوف يفسره المذكور بعده مثل سابقه. هذا؛ وقرأ أبو السمال، وابن مقسم برفعهما على الابتداء، والخبر ما بعدهما، والنصب أرجح لعطف جملة الاشتغال على جملة فعلية قبلها، لذا فالقراءة فوق السبعة. {فَنِعْمَ:} الفاء: حرف عطف. (نعم):

ماض جامد لإنشاء المدح. {الْماهِدُونَ:} فاعل (نعم) مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، والمخصوص بالمدح محذوف، تقديره: نحن، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها. {وَمِنْ:} الواو: حرف استئناف. (من كل): متعلقان بما بعدها، و {كُلِّ} مضاف، و {شَيْءٍ} مضاف إليه. هذا؛ وأجيز تعليق الجار والمجرور بمحذوف حال من: {زَوْجَيْنِ،} كان صفة له، فلما قدم عليه صار حالا. والأول أقوى معنى. {زَوْجَيْنِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه مثنى، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محلّ لها. {لَعَلَّكُمْ:} حرف مشبّه بالفعل، والكاف اسمه. {تَذَكَّرُونَ:} مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر: (لعلّ)، والجملة لا محلّ لها؛ لأنها تعليلية.

{فَفِرُّوا إِلَى اللهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) وَلا تَجْعَلُوا مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥١)}

الشرح: {فَفِرُّوا إِلَى اللهِ} أي: قل يا محمد للناس أجمعين: اهربوا من عذاب الله إلى ثوابه بالإيمان، والطاعة له، وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-. فروا منه إليه، واعملوا بطاعته.

<<  <  ج: ص:  >  >>