الكسرة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وجملة:{لا يُحِبُّ الْخائِنِينَ} في محل رفع خبر {إِنَّ،} والجملة الاسمية: {إِنَّ اللهَ..}. إلخ تعليل للأمر لا محل لها، والجملة الشرطية {وَإِمّا تَخافَنَّ..}. إلخ معطوفة على مثلها في الآية السابقة.
{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (٥٩)}
الشرح:{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا}: ولا يظنن الذين، ماضيه بكسر السين، ومضارعه بكسرها وفتحها، أي: هو من بابين الرابع والسادس، والفعل يقرأ بتاء المضارعة وبالياء.
{سَبَقُوا} أي: أفلتوا من القتل والأسر يوم بدر، فهم لا يفوتون الله، ولا يجدون طلبهم عاجزا عن إدراكهم. {إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ} أي: لا يعجزون الله، فهو ينتقم منهم في الدنيا بالقتل وفي الآخرة بالنار، وفيه تسلية للنبي صلّى الله عليه وسلّم فيمن فاته من المشركين يوم بدر، والذين كانوا يؤذونه شديد الأذى، ولم ينتقم منهم، فأعلمه ربه: أنهم لا يعجزونه، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{وَلا}: الواو: حرف استئناف. {لا}: ناهية جازمة. {يَحْسَبَنَّ}: مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وهو في محل جزم ب {لا} الناهية، والفاعل مستتر تقديره:«أنت»، أي: النبي صلّى الله عليه وسلّم. {الَّذِينَ}: اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول، وجملة:{كَفَرُوا} صلة الموصول، والمتعلق محذوف، وجملة:{سَبَقُوا} في محل نصب مفعول به ثان. {إِنَّهُمْ}: حرف مشبه، والهاء: اسمها. {لا}: نافية، وجملة:{يُعْجِزُونَ} مع المفعول المحذوف في محل رفع خبر (إن)، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها، هذا؛ ويقرأ بفتح همزة «(أن)» وهي تؤول مع اسمها وخبرها بمصدر في محل جر بلام تعليل محذوفة، التقدير: لكونهم لا يعجزون الله، هذا؛ وقد قال أبو البقاء العكبري:{لا} زائدة على الوجهين:
كسر الهمزة، وفتحها: وأرى: أن المعنى يختل على الوجهين باعتبارها زائدة. تأمل هذا؛ وعلى قراءة الفعل {يَحْسَبَنَّ} بالياء، ف {الَّذِينَ} فاعله، والمفعول الأول محذوف، تقديره: أنفسهم، وجملة:{سَبَقُوا} المفعول الثاني، وقيل: إن التقدير: (أن سبقوا) ف (إن) مخففة من الثقيلة، وتؤول مع اسمها وخبرها بمصدر في محل نصب سد مسد مفعولي الفعل:{يَحْسَبَنَّ،} وقيل: إن الفاعل مستتر تقديره: «هو» يعود إلى {مَنْ خَلْفَهُمْ،} و {الَّذِينَ}: مفعوله الأول، وجملة:
{سَبَقُوا} مفعوله الثاني، وعلى الأوجه الثلاثة فهمزة {إِنَّهُمْ} مكسورة، والجملة الاسمية مستأنفة، و {لا} نافية، هذا؛ والوجه المرتضى عندي أن تعتبر جملة:{سَبَقُوا} في محل نصب حال من واو الجماعة، وهي على تقدير (قد) قبلها، والرابط: الضمير فقط و {إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ} بفتح الهمزة في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي {يَحْسَبَنَّ} و (لا) صلة.