للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السكون، والتاء اسمها. {ثاوِياً:} خبرها، وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، والجملة الفعلية معطوفة على مثلها في الآية السابقة لا محل لها مثلها، وعليه فالجملة الاسمية: {وَلكِنّا..}. إلخ معترضة بين المتعاطفتين. {فِي أَهْلِ:} متعلقان ب‍ {ثاوِياً،} و {أَهْلِ} مضاف، و {مَدْيَنَ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. {تَتْلُوا:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو للثقل، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {عَلَيْهِمُ:} متعلقان به. {آياتِنا:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وجملة: {تَتْلُوا..}. إلخ في محل نصب خبر ثان ل‍: {كُنْتَ،} أو في محل نصب حال من الضمير المستتر ب‍: {ثاوِياً}. {وَلكِنّا:} الواو: حرف عطف. (لكنا): حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها. {لكِنّا:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، و (نا): اسمه. {مُرْسِلِينَ:}

خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، وجملة: {كُنّا مُرْسِلِينَ:} في محل رفع خبر (لكنّ)، والجملة الاسمية: {وَلكِنّا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا. وقيل:

في محل نصب حال، ولا وجه له.

{وَما كُنْتَ بِجانِبِ الطُّورِ إِذْ نادَيْنا وَلكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٤٦)}

الشرح: {وَما كُنْتَ بِجانِبِ..}. إلخ: أي: كما لم تحضر جانب المكان الغربي؛ إذ أرسل الله موسى إلى فرعون، فكذلك لم تحضر جانب الطور إذ نادينا موسى لما أتى الميقات مع السبعين. انتهى. قرطبي. هذا؛ وعكس الزمخشري الأمر، وتبعه البيضاوي حيث جعلا الأول، وهو ما تضمنته الآية رقم [٤٤] المناجاة مع السبعين؛ لأخذ التوراة؛ التي وعد الله بها موسى بني إسرائيل، وجعلا ما في هذه الآية المناجاة في طريق عودة موسى من مدين إلى مصر، وكانت هذه المناجاة هي أول منحه الرسالة إلى فرعون، وقومه. وعاد البيضاوي، فاستدرك بقوله: لعل المراد به وقت إعطائه التوراة، وبالأول حيثما استنبأه؛ لأنهما المذكوران في القصة. انتهى.

وينبغي أن تعلم: أن بين الإرسال، وإيتاء التوراة نحوا من ثلاثين سنة.

قال سليمان الجمل نقلا من أبي السعود: من المعلوم: أن واقعة مدين كانت قبل واقعتي الطور، فمقتضى الترتيب الوقوعي أن تقدم عليهما، وإنما توسطت بينهما للتنبيه على أن كلاّ منهما برهان مستقل على أن إخباره صلّى الله عليه وسلّم عن هذه القصص بطريق الوحي الإلهي، ولو روعي الترتيب الوقوعي لربما توهم: أن الكل دليل واحد على ما ذكر انتهى. هذا؛ وانظر المناجاة لأخذ التوراة في الآية رقم [١٥٤] من سورة (الأعراف).

<<  <  ج: ص:  >  >>