للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{شَاقُّوا}: فعل وفاعل، والألف للتفريق. {اللهَ}: منصوب على التعظيم. {وَرَسُولَهُ}: معطوف على ما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة: {شَاقُّوا..}. إلخ في محل رفع خبر أن، وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، أي: ذلك قد وقع بهم بسبب كونهم شاقوا.. إلخ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها. {وَمَنْ}: الواو: حرف استئناف. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يُشاقِقِ}: مضارع فعل الشرط، وحرك بالكسرة لالتقاء الساكنين، والفاعل يعود إلى (من) تقديره: «هو». {اللهَ}: منصوب على التعظيم. {وَرَسُولَهُ}: معطوف على ما قبله. الفاء: واقعة في جواب الشرط. (إن): حرف مشبه بالفعل. {اللهَ}: اسمها. {شَدِيدُ}: خبرها، وهو مضاف، و {الْعِقابِ} مضاف إليه من إضافة الصفة المشبهة لفاعلها، إذ التقدير: شديد عقابه، والجملة الاسمية: {فَإِنَّ..}. إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها لأنها لم تحل محل المفرد، هذا؛ وقد اختلف في خبر المبتدأ الذي هو (من) فقيل: هو جملة الشرط، وقيل: هو جملة الجواب، وقيل: هو الجملتان، وهو المرجح لدى المعاصرين، هذا؛ ولا بد من تقدير رابط في جملة الجواب، أي: شديد العقاب له، هذا؛ وإن اعتبرت الجواب محذوفا، أي: من يشاقق الله ورسوله يعاقبه الله، فتكون الجملة الاسمية: {فَإِنَّ اللهَ..}. إلخ مفيدة للتعليل. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النّارِ (١٤)}

الشرح: {ذلِكُمْ}: الإشارة إلى ما تقدم ذكره في الآية السابقة، والخطاب للكفار، وفي الآية السابقة للنبي صلّى الله عليه وسلّم، فيكون في الكلام التفات من المفرد إلى الجمع، وانظر الالتفات في الآية رقم [٦] من سورة (الأنعام). {فَذُوقُوهُ} أي: ذوقوا ما تقدم ذكره، ففي ذلك استعارة تصريحية تبعية، حيث شبه ما حل بهم بالطعام الذي يؤكل، ثم حذفه، ورمز إليه بشيء من لوازمه، وهو الإذاقة، هذا؛ والذوق يكون محسوسا ومعنى، وقد يوضع موضع الابتلاء والاختبار، تقول: اركب هذا الفرس فذقه، أي: اختبره، وانظر فلانا فذق ما عنده، قال الشماخ يصف فرسا: [الطويل]

فذاق فأعطته من اللّين جانبا... كفى ولها أن يغرق السّهم حاجز

وأصله من الذوق بالفم. انتهى. قرطبي، وانظر الآية رقم [١٠٦] من (آل عمران).

{النّارِ}: أصلها النّور، تحركت الواو وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفا، وهي من المؤنث المجازي. وقد تذكر، وتصغيرها: نويرة، والجمع: أنور، ونيران، ونيرة، ويكنى بها عن جهنم التي سيعذب الله بها الكافرين والفاسقين، وانظر الآية رقم [١٢] من سورة (الأعراف)، تجد ما يسرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>