للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {سَأُنَبِّئُكَ:} السين: حرف استقبال. (أنبئك):

مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «أنا» والكاف مفعول به. {بِتَأْوِيلِ:} متعلقان بما قبلهما، وهما في محل نصب مفعوله الثاني، و (تأويل): مضاف، و {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل جر بالإضافة. {لَمْ:} حرف جازم. {تَسْتَطِعْ:} مضارع مجزوم ب‍: (لم)، والفاعل مستتر تقديره: «أنت». {عَلَيْهِ:} متعلقان بما قبلهما، أو هما متعلقان بما بعدهما؛ لأنه مصدر، أو بمحذوف حال منه على نحو ما رأيت فيما سبق. {صَبْراً:} مفعول به، وجملة: {لَمْ تَسْتَطِعْ..}. إلخ صلة {ما،} أو صفتها، والعائد، أو الرابط: الضمير المجرور محلا ب‍: (على)، وجملة: {سَأُنَبِّئُكَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول أيضا.

{أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً (٧٩)}

الشرح: قيل: إن موسى عليه السّلام أخذ بثوب الخضر. وقال: أخبرني بمعنى: ما علمت قبل أن تفارقني، فقال الخضر عليه السّلام: {أَمَّا السَّفِينَةُ} أي: التي قلعت لوحا من ألواحها بالقدوم. {فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ} أي: يؤجرونها للناس في نقل بضائعهم، وكانوا عشرة إخوة منهم خمسة عجزة لا يستطيعون العمل، وخمسة أصحاء أقوياء، وهم الذين يعملون في البحر لهم، ولإخوتهم العجزة. ففي الكلام تغليب، وكانوا قد ورثوها عن أبيهم.

{فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها} أي: أجعلها ذات عيب. يقال: عبت الشيء، فعاب: إذا صار ذا عيب، فهو معيب، وعائب. {وَكانَ وَراءَهُمْ} أي: أمامهم. {مَلِكٌ} أي: جائر ظالم، اسمه الجلندى الأزدي، وكان كافرا. وقيل: كان اسمه هدد بن برد. وروي: أن الخضر اعتذر إلى القوم، وذكر لهم شأن الملك الغاصب، ولم يكونوا يعلمون بخبره. وقال: أردت أن أعيبها ليتركها؛ إذا هي مرت به، فإذا جاوزوا أرض الملك الظالم أصلحوها، وانتفعوا بها. {يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ} أي:

صالحة، وبه قرأ ابن عباس، وعثمان بن عفان-رضي الله عنهم أجمعين-فقد حذفت الصفة، ومثلها قوله تعالى: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها} التقدير: شيء سلطت عليه. وقوله تعالى حكاية عن قول قوم موسى له: {الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ} أي: الواضح البين؛ وإلا لكان مفهومه كفرا. وقال المرقش الأكبر: [الوافر]

وربّ أسيلة الخدّين بكر... مهفهفة لها فرع وجيد

الفرع: الشعر، وأصل الكلام لها فرع فاحم وجيد طويل.

وقال العباس بن مرداس السلمي-رضي الله عنه-: [المتقارب]

وقد كنت في الحرب ذا تدرأ... فلم أعط شيئا ولم أمنع

<<  <  ج: ص:  >  >>