للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ} أي: يصدقه، ويشهد له، {فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً} أي: داعيا إلى الله مرغبا في رحمته، مخوفا من عقابه، وانظر الآية رقم [١]. هذا؛ وفي الآية دليل على أن دخول الأسواق مباح للتجارة، وطلب المعاش لمن اتقى الله في بيعه، وشرائه، وكان صلّى الله عليه وسلّم يدخلها لحاجته، وليذكر الخلق بأمر الله، ودعوته، ويعرض نفسه فيها على القبائل لتؤمن برسالته، ولم يكن فظّا ولا غليظا، ولا صخّابا في الأسواق.

الإعراب: {وَقالُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق. (ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. (لهذا): متعلقان بمحذوف خبره، والهاء حرف تنبيه لا محل له مقحم بينهما. {الرَّسُولِ:} بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه، وبعضهم يعربه صفة.

{يَأْكُلُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى {الرَّسُولِ}. {الطَّعامَ:} مفعول به، والجملة الفعلية في محل نصب حال من {الرَّسُولِ،} والرابط: الضمير فقط، والعامل في الحال الاستفهام لتضمنه معنى الفعل: أستفهم، أو اسم الإشارة، وجملة: {وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ:} معطوفة على ما قبلها فهي في محل نصب حال مثلها. {لَوْلا:} حرف تحضيض. {أُنْزِلَ:} ماض مبني للمجهول.

{إِلَيْهِ:} متعلقان بما قبلهما. {مَلَكٌ:} نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، كالجملة الاسمية: {ما لِهذَا..}. إلخ. {فَيَكُونَ:} مضارع ناقص منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد الفاء السببية، واسمه يعود إلى {الرَّسُولِ}. {مَعَهُ:} ظرف مكان متعلق بما بعده، وقيل: متعلق بمحذوف حال. ولا وجه له. والهاء في محل جر بالإضافة. {نَذِيراً:} خبر (يكون)، و «أن» المضمرة والمضارع الناقص في تأويل مصدر معطوف بالفاء على مصدر متصيد من الفعل السابق، التقدير: فهلا نزول ملك من السماء، فيكون نذيرا معه؟! والجملة الفعلية {وَقالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْها وَقالَ الظّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاّ رَجُلاً مَسْحُوراً (٨)}

الشرح: {أَوْ يُلْقى إِلَيْهِ كَنْزٌ} أي: ينزل عليه كنز من السماء ينفقه، فلا يحتاج إلى المشي في الأسواق لتحصيل معاشه. {أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ:} بستان فيه أنواع الثمار. {يَأْكُلُ مِنْها} أي: هو فلا أقل من ذلك إن لم يكن له كنز من ذهب، وانظر ما اقترحوه على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الآية رقم [٩٠] من سورة (الإسراء) وما بعدها تجد ما يسرك. هذا؛ ويقرأ:

«(نأكل)» بالنون.

{وَقالَ الظّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاّ رَجُلاً مَسْحُوراً:} انظر الآية رقم [٤٧] من سورة (الإسراء) تجد فيها الكلام كافيا شافيا، وانظر شرح «الظلم» و (البغي) في الآية رقم [٦٠] من سورة (الحج)،

<<  <  ج: ص:  >  >>