للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحذوفة، وانظر: {يا قَوْمِ} في الآية رقم [٥] من سورة (الصف). {اِبْنِ:} فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء، والكسرة قبلها دليل عليها، والفاعل ضمير مستتر تقديره: «أنت». {لِي:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {عِنْدَكَ:} ظرف مكان متعلق بما قبله، أو هو متعلق بمحذوف حال من: {بَيْتاً} كان صفة له، والكاف في محل جر بالإضافة.

{بَيْتاً:} مفعول به، {فِي الْجَنَّةِ:} متعلقان بمحذوف صفة {بَيْتاً،} وقيل: عطف بيان، أو بدل من قوله: {عِنْدَكَ} والقولان ضعيفان. والكلام كله في محل نصب مقول القول، وجملة:

{قالَتْ..}. إلخ في محل جر بإضافة (إذ) إليها. {وَنَجِّنِي:} (الواو): حرف عطف. (نجني): فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة من آخره، وهو الياء... إلخ، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، والنون للوقاية، وياء المتكلم مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها. {مِنْ فِرْعَوْنَ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، وعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. {وَعَمَلِهِ:} معطوف على فرعون، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظّالِمِينَ} هذه الجملة معطوفة على ما قبلها.

وإعرابها مثلها بلا فارق.

{وَمَرْيَمَ اِبْنَتَ عِمْرانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ (١٢)}

الشرح: {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ} أي: ومريم ابنة عمران مثل آخر في الإيمان. {الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها} أي: حفظت فرجها، وصانته عن مقارنة الفواحش، بل ولم يقربها رجل لا بنكاح، ولا بسفاح، فهي عفيفة شريفة طاهرة، لا كما يزعم اليهود-عليهم لعنة الله والملائكة، والناس أجمعين-: أنها زنت، وأن ولدها عيسى ابن زنى. {فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا} أي: فنفخ جبريل عليه السّلام في فتحة جيبها، فوصل أثر ذلك إلى فرجها، فحملت بعيسى، على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.

قال ابن كثير: إن الله بعث جبريل، فتمثل لها في صورة بشر، وأمره أن ينفخ بفيه في جيب درعها، فنزلت تلك النفخة، فولجت في فرجها، فكان منه الحمل بعيسى عليه السّلام، وانظر ما ذكرته في سورة (الأنبياء) رقم [٩١] عن السهيلي، وتفصيل ذلك في سورة (مريم) عليهاالسّلام.

{وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها:} يعني الشرائع التي شرعها الله لعباده بكلماته المنزلة على أنبيائه.

{وَكُتُبِهِ} يعني: الكتب المنزلة على إبراهيم، وموسى، وداود، وعيسى، على نبينا، وعليهم جميعا ألف صلاة، وألف سلام {وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ:} قال النسفي: لما كان القنوت صفة تشمل من قنت من القبيلين؛ غلب ذكوره على إناثه، و {مِنْ} للتبعيض، ويجوز أن تكون للابتداء على أنها ولدت من القانتين؛ لأنها من أعقاب هارون أخي موسى، عليهما السّلام. انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>