للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجملة الاسمية: {إِنَّ الظَّنَّ..}. إلخ: مستأنفة لا محل لها، وأيضا الاسمية {إِنَّ اللهَ..}. إلخ:

مستأنفة لا محل لها أيضا، والجار والمجرور {بِما}: متعلقان ب‍ {عَلِيمٌ}. وتفصيل الإعراب مثل {بِما كانُوا يَكْسِبُونَ} في الآية رقم [٨]، ومثل {عَمّا يُشْرِكُونَ} في الآية رقم [١٨].

{وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٧)}

الشرح: {وَما كانَ هذَا الْقُرْآنُ أَنْ يُفْتَرى مِنْ دُونِ اللهِ} أي: إن هذا القرآن جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم لم يكن اختلافا اختلقه محمد، وذلك أن كفار قريش زعموا: أن محمدا صلّى الله عليه وسلّم أتى بهذا القرآن من عند نفسه على سبيل الافتعال والاختلاق. {وَلكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ} أي: ولكن الله أنزل هذا القرآن مصدقا لما قبله من الكتب التي أنزلها على أنبيائه كالتوراة والإنجيل، ومحمد صلّى الله عليه وسلّم كان أميا لم يقرأ ولم يكتب، ولم يجتمع بأحد من العلماء المعاصرين له من يهود ونصارى. هذا؛ و {تَصْدِيقَ} يقرأ بالرفع والنصب. {وَتَفْصِيلَ الْكِتابِ} أي: وتبيين ما في الكتب المتقدمة من العقائد، والشرائع، والحلال، والحرام، والفرائض والأحكام، وفيه إيحاء: أن هذا القرآن حوى جميع ما في الكتب التي سبقته، وزادها تفصيلا وإيضاحا. {لا رَيْبَ فِيهِ}: لا شك في هذا القرآن.

الإعراب: {وَما}: الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {كانَ}: ماض ناقص. {هذَا}: اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع اسم {كانَ،} والهاء حرف تنبيه لا محل له. {الْقُرْآنُ}:

بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه، ويقال: صفة، ولا أسلمه؛ لأنه غير مشتق. {كانَ}:

حرف مصدري ونصب. {يُفْتَرى}: مضارع مبني للمجهول منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر. ونائب الفاعل مستتر تقديره: «هو» يعود إلى {الْقُرْآنُ}. {مِنْ دُونِ}: متعلقان بالفعل قبلهما، و {دُونِ}: مضاف، و {اللهِ}: مضاف إليه، و {كانَ} والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل نصب خبر {كانَ} أي: افتراء، والمصدر يحول إلى اسم المفعول، التقدير:

مفترى، وجملة: {وَما كانَ..}. إلخ: مستأنفة لا محل لها. {وَلكِنْ}: الواو: حرف عطف.

(لكن): حرف استدراك مهمل لا عمل له. {تَصْدِيقَ}: بالنصب خبر ل‍ «كان» محذوفة مع اسمها، التقدير: ولكن كان تصديق، أو هو مفعول لأجله، عامله محذوف، التقدير: ولكن أنزله الله تصديق. أو هو معطوف على خبر {كانَ} الأولى، وقيل: هو مفعول مطلق لفعل محذوف.

التقدير: ولكن يصدق تصديق، وهو بالرفع خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: ولكن هو تصديق، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية السابقة لا محل لها مثلها، و {تَصْدِيقَ}: مضاف، و {الَّذِي} اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لمفعوله،

<<  <  ج: ص:  >  >>