للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورمى، وسعى، ودعا، وغزا... إلخ. تنبه لذلك، واحفظه. هذا؛ وتحرك واو الجماعة بالضمة إذا التقى معها ساكن، مثل قوله تعالى: {أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى} وإنما حركت بالضم دون غيره ليفرق بين واو الجماعة، والواو الأصلية في نحو قولك: «لو اجتهدت؛ لنجحت». وقيل: ضمت؛ لأن الضمة أخف من الكسرة؛ لأنها من جنس الواو، وقيل: حركت بحركة الواو المحذوفة، وقيل: غير ذلك.

الإعراب: {فَإِنْ:} الفاء: حرف استئناف. (إن): حرف شرط جازم. {عَصَوْكَ:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة في محل جزم فعل الشرط، والواو فاعله، والكاف مفعوله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال:

لأنها جملة شرط غير ظرفي. {فَقُلْ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (قل): فعل أمر، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنت». {إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم ضمير متصل في محل نصب اسمها. {بَرِيءٌ:} خبر (إنّ). {مِمّا:} جار ومجرور متعلقان ب‍: {أُبْرِئُ؛} لأنه صفة مشبهة، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر ب‍: (من)، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: بريء من الذي، أو من شيء تعملونه، وعلى اعتبار (ما) مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر ب‍: (من) التقدير: بريء من عملكم، والجملة الاسمية:

{إِنِّي..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {فَقُلْ..}. إلخ في محل جزم جواب الشرط، و (إن) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.

{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٢١٧) الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ (٢١٨) وَتَقَلُّبَكَ فِي السّاجِدِينَ (٢١٩) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٢٢٠)}

الشرح: {وَتَوَكَّلْ} أي: على الله يكفيك شر من يعصيك منهم، ومن غيرهم. والتوكل:

تفويض الرجل الأمر إلى من يملك أمره، ويقدر على نفعه، وضره، وقالوا: المتوكل من إن دهمه أمر؛ لم يحاول دفعه عن نفسه بما هو معصية لله، فعلى هذا: إذا وقع الإنسان في محنة، ثم سأل غيره خلاصه، لم يخرج عن حد التوكل؛ لأنه لم يحاول دفع ما نزل به عن نفسه بمعصية الله، وإنما هو من تعاطي الأسباب في دفع المحنة.

{الْعَزِيزِ:} القوي، القاهر، الغالب؛ الذي لا يغلبه شيء. {الرَّحِيمِ:} بعباده المؤمنين، فهو الذي ينصرك على أعدائك. {الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ} أي: حين تقوم إلى الصلاة تتهجد في قول أكثر المفسرين، وهو قول ابن عباس وغيره. وقال مجاهد: يعني: حين تقوم حيثما كنت.

{وَتَقَلُّبَكَ فِي السّاجِدِينَ:} قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: المعنى: ويرى تقلبك في صلاتك

<<  <  ج: ص:  >  >>