الشرح:{أَصْحابُ:} جمع: صاحب، يكون بمعنى الصديق، والزوج، ويكون بمعنى المالك، كقولك: صاحب الدار؛ أي: مالكها، وما هنا منه، ويجمع على أصحاب، وصحب، وصحابة، وصحبة، وصحاب، وصحبان، ثم يجمع أصحاب على أصاحيب أيضا، ثم يخفف، فيقال: أصاحب. {الْأَيْكَةِ:} الأيك: الشجر الملتف الكثير، الواحدة: أيكة، والأيكة: الغيضة، وقرئ «(ليكة)» على أنه اسم للقرية. قال سليمان الجمل-رحمه الله تعالى-: قد وقع لفظ الأيكة في القرآن أربع مرات في (الحجر)، وفي (ق) وما هنا، وفي (ص)، والأولان بأل والجر لا غير، والآخران يقرآن بأل وبالجر وبالصرف مع فتح التاء، مع أن الكل مجرورات بإضافة لفظ أصحاب إليها. انتهى. نقلا عن شيخه.
{الْمُرْسَلِينَ:} انظر ما قلته في جمعه في الآية رقم [١٠٥]{إِذْ قالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ:} لم يقل أخوهم كما قال تعالى في إخوته لأهل مدين؛ لأنه لم يكن من أهل بلدتهم، ولا من عشيرتهم، وإخوته لأهل مدين أخوة نسب، وبلد، لا أخوة دين، كما ذكرت في أخوة الرسل لأقوامهم الذين أرسلوا إليهم، وشعيب على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام هو ابن ميكيل، بن يشجر، بن مدين، بن إبراهيم عليه السّلام، وأم ميكيل هي بنت لوط عليه السّلام. {أَلا تَتَّقُونَ:} إنما كان جواب جميع الرسل الذين تقدم ذكرهم واحدا على صيغة واحدة، وهي التقوى؛ لأنهم متفقون على الأمر بالتقوى، والطاعة، والإخلاص في العبادة، وكذلك الامتناع عن أخذ الأجر على تبليغ الرسالة.
هذا؛ وبعد أن أهلك الله قوم مدين، ونجى شعيبا، والذين آمنوا معه، كما رأيت في سورة (الأعراف) وفي سورة (هود) أرسله الله إلى أصحاب الأيكة، وهي غيضة تنبت ناعم الشجر، كانت بقرب مدين، تسكنها طائفة من عباد الله، قيل: كانوا بادية مدين، وكان شعيب أجنبيا منهم، وكانوا على مثل طريقة أهل مدين، من بخس للكيل، والميزان، فلما نهاهم عما هم فيه كذبوه، ظنا منهم: أنّ الله لا يرسل إلى البشر هداة منهم، جهلا منهم بأن الله أعلم حيث يجعل رسالته.
الإعراب:{كَذَّبَ:} فعل ماض. {أَصْحابُ:} فاعل، وهو مضاف، و {الْأَيْكَةِ} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة. وعلى قراءة «(ليكة)» فعلامة الجر الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث. {الْمُرْسَلِينَ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة