الشرح: المعنى: إن الساعة آتية لا ريب فيها؛ ليثيب المؤمنين الصادقين، ويجزي الصالحين على أعمالهم التي عملوها في الدنيا. {أُولئِكَ:} الإشارة ل: {الَّذِينَ آمَنُوا}. {لَهُمْ مَغْفِرَةٌ} أي: لذنوبهم. {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ:} في الجنة، وانظر الآية رقم [٣١] من سورة (الأحزاب) ولا تنس الاحتراس، وانظره في الآية رقم [١٥] من سورة (الروم).
الإعراب:{لِيَجْزِيَ:} فعل مضارع منصوب ب: «أن» مضمرة بعد لام التعليل، والفاعل مستتر تقديره:«هو» يعود إلى (ربي)، و «أن» المضمرة، والفعل المضارع في تأويل مصدر في محل جر ب:(اللام)، والجار والمجرور متعلقان بالفعل:{لَتَأْتِيَنَّكُمْ}. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به أول، والمفعول الثاني محذوف، التقدير: ما يستحقون من مثوبة وأجر. {آمَنُوا:} فعل ماض وفاعله، والألف للتفريق، والمتعلق محذوف، تقديره:
آمنوا بالله... إلخ، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها، والجملة بعدها معطوفة عليها، لا محل لها مثلها. {الصّالِحاتِ:} صفة لمفعول محذوف، التقدير: عملوا الأعمال الصالحات، فهو منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم. {أُولئِكَ:} اسم إشارة مبني على الكسرة في محل رفع مبتدأ، والكاف حرف خطاب، لا محل له. {لَهُمْ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {مَغْفِرَةٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل رفع خبر {أُولئِكَ،} والجملة الاسمية هذه مستأنفة، لا محل لها. {وَرِزْقٌ:} معطوف على {مَغْفِرَةٌ،}{كَرِيمٌ} صفة: (رزق).
الشرح:{وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آياتِنا} أي: عملوا جاهدين في إبطال أدلتنا، والتكذيب بآياتنا، وتزهيد الناس فيها. {مُعاجِزِينَ:} مسابقين، يحسبون: أنهم يفوتوننا، وأننا لا نقدر على بعثهم في الآخرة للحساب، والجزاء، وظنوا: أنا نهملهم. وقرئ: «(معجزين)» وفسر بمثبطين عن الإيمان من أراده. هذا؛ وعاجزه: سابقه؛ إذا كان واحد منهما يسعى في طلب إعجاز الآخر عن اللّحاق به، فإذا سبقه قيل: أعجزه، وعجّزه؛ ويقرأ «(معجّزين)» بتشديد الجيم، ومعنى:{سَعَوْا:}
اجتهدوا، وعملوا بجد، واجتهاد. {أُولئِكَ:} الإشارة إلى: {(الَّذِينَ سَعَوْا...)} إلخ. {لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ:} الرجز: سوء العذاب، وقد قال تعالى في أنواع العذاب الذي حل بفرعون، وقومه:{وَلَمّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ..}. إلخ الآية رقم [١٣٤] من سورة (الأعراف). وانظر مقابلة الإيمان بالكفر في الآية رقم [٣٨] الآتية.