بما قبلهما. {آياتُنا:} نائب فاعل، و (نا): في محل جر بالإضافة. {بَيِّناتٍ:} حال من:
{آياتُنا:} منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة (إذا) إليها على المشهور المرجوح. {ما:} نافية. {كانَ:} فعل ماض ناقص. {حُجَّتَهُمْ:} خبر {كانَ} مقدم، والهاء في محل جر بالإضافة. {إِلاّ:} حرف حصر. {كانَ:} حرف مصدري ونصب. {قالُوا:} ماض، وفاعله، والألف للتفريق، و {كانَ} والفعل: {قالُوا} في تأويل مصدر في محل رفع اسم {كانَ} مؤخر. هذا؛ ويقرأ برفع: «(حجّتهم)» على أنه اسم {كانَ،} والمصدر المؤول في محل نصب خبرها. {اِئْتُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول.
{كانَ:} حرف شرط جازم. {كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص، مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {صادِقِينَ:} خبره منصوب، وعلامة نصبه الياء... إلخ، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، والكلام في محل نصب مقول القول، وجملة:{ما كانَ..}. إلخ جواب (إذا) لا محلّ لها، و (إذا) ومدخولها كلام مستأنف، لا محل له.
{قُلِ اللهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢٦)}
الشرح: هذه الآية رد وجواب لقولهم: {اِئْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ}. قلت: لما أنكروا البعث، وكذبوا الرسل، وحسبوا: أن ما قالوه قول مبكّت؛ ألزموا ما هم مقرّون به من أن الله عز وجل هو الذي يحييهم، ثم يميتهم، وضمّ إلى إلزام ذلك إلزام ما هو واجب الإقرار به؛ إن أنصفوا، وأصغوا إلى داعي الحق، وهو جمعهم إلى يوم القيامة، ومن كان قادرا على ذلك، كان قادرا على الإتيان بآبائهم، وكان أهون شيء عليه.
{لا رَيْبَ فِيهِ:} لا شك فيه. وانظر شرح (الريب) في الآية رقم [١٤] من سورة (الشورى){وَلكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَعْلَمُونَ:} لقلة تفكرهم، وقصور نظرهم على ما يحسبونه. وانظر الآية رقم [٣٩] من سورة (الدخان)، فالبحث فيها جيد. هذا؛ وقد قال تعالى في سورة (البقرة) رقم [٢٨]:
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} ولا تنس الطباق بين {فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ} وبين {يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ}.
هذا؛ و {ثُمَّ} حرف عطف يقتضي ثلاثة أمور: التشريك في الحكم، والترتيب، والمهلة، وفي كل منها خلاف مذكور في مغني اللبيب، وقد تلحقها تاء التأنيث الساكنة، كما تلحق (ربّ) و (لا) العاملة عمل «ليس» فيقال؛ ثمّت، وربّت، ولات، والأكثر تحريك التاء معهن بالفتح، وثم