من سورة (الشعراء) وكان الذي باشر قتلها قدار بن سالف برضاهم، انظر ما ذكرته في الآية رقم [١٥٧] من سورة (الشعراء). هذا؛ وما تقدم يفيد: أن قوم صالح بقوا مدة طويلة بعد خروج الناقة من الصخرة، التي هي المعجزة التي اقترحوها عليه، وهذه المدة كانت من قبل ولادة قدار إلى بلوغه سن الشباب، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٥٨] من سورة (الشعراء).
الإعراب:{قالُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق.
{تَقاسَمُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. هذا؛ وأجيز اعتباره فعلا ماضيا مبنيا على الضم، والواو فاعله، وحينئذ يجوز أن يكون مفسرا ل:{قالُوا،} كأنه قيل: ما قالوا؟ فقيل: تقاسموا، ويجوز أن تكون الجملة في محل نصب حال من واو الجماعة على تقدير «قد» قبلها، أي قد قالوا ذلك متقاسمين.
{لَنُبَيِّتَنَّهُ:} اللام: واقعة في جواب القسم. (نبيتنه): فعل مضارع مبني على الفتح لا تصاله بنون التوكيد الثقيلة التي هي حرف لا محل له، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره:«نحن». هذا؛ وعلى قراءته بالتاء والياء فهو مرفوع، وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال، وواو الجماعة المحذوفة المدلول عليها بالضمة في محل رفع فاعل، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والجملة الفعلية جواب:{تَقاسَمُوا،} لا محل لها. {وَأَهْلَهُ:} الواو: حرف عطف، (أهله):
معطوفة على الضمير المنصوب، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {ثُمَّ:} حرف عطف. {لَنَقُولَنَّ:} إعرابه مثل إعراب سابقه، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {لِوَلِيِّهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وانظر الشرح، {ما:} نافية، {شَهِدْنا:} فعل ماض، و (نا) فاعله. {مَهْلِكَ:} مفعول به، أو هو ظرف مكان متعلق بالفعل قبله، و {مَهْلِكَ} مضاف، و {أَهْلَهُ} مضاف إليه من إضافة اسم المفعول لنائب فاعله، أو من إضافة المصدر لفاعله، أو من إضافة اسم المكان للحال فيه، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة:{ما شَهِدْنا..}. إلخ في محل نصب مقول القول. {وَإِنّا:} الواو: واو الحال. (إنا):
حرف مشبه بالفعل، و (نا): ضمير متصل في محل نصب اسمها، حذفت نونها، وبقيت الألف دليلا عليها. {لَصادِقُونَ:} اللام: هي المزحلقة. (صادقون): خبر (إن) مرفوع... إلخ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من (نا)، والرابط: الواو، والضمير، والكلام:{تَقاسَمُوا..}. إلخ، كله في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
{وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٥٠)}
الشرح:{وَمَكَرُوا مَكْراً:} مكرهم الذي مكروه هو ما روي: أن قوم صالح-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-لما توعدهم بالهلاك بعد ثلاثة أيام من عقر الناقة كما رأيت في