للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مبتدأ. {لَها:} متعلقان بما بعدهما. {وارِدُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية: {أَنْتُمْ..}. إلخ جوز فيها أبو البقاء ثلاثة أوجه: أحدها: أن تكون بدلا من {حَصَبُ جَهَنَّمَ} فهو إبدال جملة من مفرد. الثاني: أن تكون مستأنفة، فلا محل لها على هذا الوجه.

الثالث: أن تكون في محل نصب حال من جهنم، والرابط: الضمير فقط، وفيه نظر من حيث مجيء الحال من المضاف إليه في غير المواضع التي يجوز فيها مجيء الحال من المضاف إليه، هذا؛ وأجيز اعتبارها خبرا ل‍: (إنّ).

{لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ (٩٩) لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ (١٠٠)}

الشرح: {لَوْ كانَ هؤُلاءِ آلِهَةً ما وَرَدُوها} أي: لو كانت الأصنام آلهة، وتستحق العبادة؛ لما ألقيت في جهنم مع عابديها. {وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ} أي: كل من العابدين، والمعبودين ماكثون في جهنم لا يخرجون منها أبدا. {لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ} أي: للذين دخلوا النار من الكفار، والشياطين، فأما الأصنام؛ فعلى الخلاف فيها، هل يحييها الله تعالى، ويعذبها حتى يكون لها زفير، أو لا؟ قولان. هذا؛ والزفير: هو أن يملأ الرجل صدره غمّا ثم يتنفس، وقيل: الزفير: ترديد النفس في الصدر حتى تنتفخ منه الضلوع. والشهيق: رد النفس إلى الصدر، وانظر الآية رقم [١٠٦] من سورة (هود) على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف ألف صلاة وألف وألف سلام، تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.

{وَهُمْ فِيها:} في جهنم. {لا يَسْمَعُونَ} أي: لا يسمعون شيئا؛ لأنهم يحشرون صما، وعميا، وبكما، كما رأيت في الآية رقم [٩٧] من سورة (الإسراء) هذا؛ وقد قال ابن مسعود -رضي الله عنه-في هذه الآية: «إذا بقي في النار من يخلّد فيها؛ جعلوا في توابيت من نار، ثم جعلت تلك التوابيت في توابيت أخر، ثم تلك التوابيت في توابيت أخر، عليها مسامير من نار، فلا يسمعون شيئا، ولا يرى أحد منهم أن في النار أحدا يعذب غيره».

الإعراب: {لَوْ:} حرف لما كان سيقع لوقوع غيره. {كانَ:} ماض ناقص. {هؤُلاءِ:}

اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع اسم {كانَ،} والهاء حرف تنبيه لا محل له.

{آلِهَةً:} خبر {كانَ،} والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {ما:} نافية. {وَرَدُوها:} ماض، وفاعله، ومفعوله، والجملة الفعلية جواب لو، لا محل لها، و {لَوْ} ومدخولها كلام مستأنف لا محل له. {وَكُلٌّ فِيها خالِدُونَ:} إعراب هذه الجملة، ومحلها مثل: {كُلٌّ إِلَيْنا راجِعُونَ} في الآية رقم [٩٣] {لَهُمْ:} متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {فِيها:} متعلقان بالخبر المحذوف، أو بمحذوف خبر ثان، أو بمحذوف

<<  <  ج: ص:  >  >>