الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر ب:(عن)، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: عن الذي، أو عن شيء يشركونه، وعلى اعتبارها مصدرية تؤول مع الفعل بعدها بمصدر في محل جر ب:(عن) التقدير: عن شركهم.
الشرح:{وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً:} هذا جواب لما حكى الله من قولهم: {فَأَسْقِطْ عَلَيْنا كِسَفاً مِنَ السَّماءِ} الاية رقم [١٨٧] من سورة (الشعراء)، وأيضا قوله تعالى:{أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً} رقم [٩٢] من سورة (الإسراء). هذا؛ و {كِسْفاً} يقرأ هنا وفي غير هذه الاية بفتح السين، وسكونها. قال الأخفش: من قرأ بالسكون جعله واحدا، ومن قرأه بالفتح جعله جمعا، وقال المهدوي: ومن أسكن السين جاز أن يكون كسفة، وجاز أن يكون مصدرا، من: كسفت الشيء: إذا غطيته، فكأنهم قالوا حين طلبوا ذلك: أسقطها علينا طبقا واحدا. وفي القاموس المحيط: الكسفة بالكسر: القطعة من الشيء، والجمع كسف وكسف وجمع الجمع:
أكساف، وكسوف. وفي القرطبي: و «الكسف» جمع: كسفة، وهي القطعة من الشيء.
{يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ} أي: بعضه فوق بعض سقط علينا، وليس سماء. وهذا فعل المعاند، أو فعل من استولى عليه التقليد، وكان في المشركين القسمان. هذا؛ والسحاب: الغيوم التي تراها العيون في السماء، وهو واحد في اللفظ، ولكن معناه الجمع. وقيل: السحاب: اسم جنس، واحده: سحابة، فلذلك وصف بالجمع، وهو {الثِّقالَ} في آية (الرعد) رقم [١٢]، وهي قوله تعالى:{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ} وأيضا في سورة (الأعراف) رقم [٥٦]: {حَتّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالاً}. هذا؛ وتجمع السحابة على: سحاب، وسحائب، وسحب، وهو غربال الماء، قال تعالى في سورة (النور) رقم [٤٣]: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ} قاله علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه. هذا؛ وقيل: السحاب: الغيم فيه ماء، أو لم يكن فيه ماء، ولهذا قيل: سحاب جهام، وهو الخالي من الماء. وأصل السحب: الجر، وسمي السحاب سحابا، إما لجر الريح له، أو لجره الماء، أو لانجراره في سيره. ووصفه الله ب:{الثِّقالَ} في آية (الرعد) وآية (الأعراف) لثقله بالماء؛ الذي يحمله إلى حيث شاء الله الخلاق العظيم.
الإعراب:{وَإِنْ:}(الواو): حرف استئناف. (إن): حرف شرط جازم. {يَرَوْا:} فعل مضارع فعل الشرط مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق. {كِسْفاً:} مفعول به، واكتفى الفعل به؛ لأنه بصري. {مِنَ السَّماءِ:}