أوجه: أحدها: هي المصدرية، والجملة الاسمية:{لَهُمْ آلِهَةٌ} صلة لها، وحسن ذلك: أنّ الظرف مقدر بالفعل، والثاني: أن (ما) بمعنى «الذي» و {لَهُمْ} متعلقان بمحذوف صلة (ما)، التقدير: كالذي ثبت لهم. و {آلِهَةٌ} بدل من الضمير المستكن في: {لَهُمْ} والتقدير: اجعل لنا إلها كائنا كالذي استقر لهم هو آلهة، والثالث: أن تكون (ما) كافة للكاف؛ إذ من حكم الكاف أن تدخل على المفرد، فلما أريد دخولها على الجملة كفت ب:(ما) انتهى بتصرف.
أقول: فعلى الوجه الأول تؤول (ما) مع الجملة الاسمية بمصدر في محل جر بالكاف، والجار والمجرور يتعلقان بمحذوف صفة {إِلهاً} وأيضا على الثاني يتعلق: «كالذي» بمحذوف صفة:
{إِلهاً}. وعلى الوجه الثالث تكون الجملة الاسمية:{كَما لَهُمْ آلِهَةٌ} في محل نصب صفة:
{إِلهاً}. {قالَ:} ماض، وفاعله يعود إلى (موسى). {إِنَّكُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمها. {قَوْمٍ:} خبرها، وجملة:{تَجْهَلُونَ} في محل رفع صفة: {قَوْمٍ،} والجملة الاسمية:
{إِنَّكُمْ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.
{إِنَّ هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ وَباطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٣٩)}
الشرح:{هؤُلاءِ:} الإشارة لمن عكفوا على الأصنام. {مُتَبَّرٌ:} هالك، ومكسّر ومدمّر والتتبير: الإهلاك. {ما هُمْ فِيهِ} أي: الذي هم فيه من عبادة الأصنام لا قيمة فيه، وهو هالك لا بقاء له. {وَبَطَلَ..}. إلخ: البطلان: عبارة عن عدم الشيء، إما بعدم ذاته، أو بعدم فائدته ونفعه، والمراد من بطلان عملهم أنه لا يعود عليهم بنفع، ولا يدفع عنهم ضرّا؛ لأنه عمل لغير الله تعالى، فكان باطلا، لا نفع فيه. انتهى خازن. هذا؛ وجمع باطل: أباطيل على غير قياس، كأنهم جمعوا: إبطيلا. وبطل من باب: دخل، والبطل بفتحتين: الشجاع، والبطل بالضم، والسكون: الباطل والكذب، والبطالة التعطل، والتفرغ من العمل.
الإعراب:{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {هؤُلاءِ:} اسم إشارة مبني على الكسر في محل نصب اسم: {إِنَّ،} والهاء حرف تنبيه لا محل له. {مُتَبَّرٌ:} خبر مقدم. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر. {هُمْ:} مبتدأ. {فِيهِ} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية صلة الموصول لا محل لها. هذا؛ ويجوز اعتبار:{مُتَبَّرٌ} خبر:
{إِنَّ،} و {ما:} فاعل، أو نائب فاعل له؛ لأنه قوي بوقوعه خبرا. {وَبَطَلَ:} معطوف على:
{مُتَبَّرٌ}. {ما:} تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل رفع فاعل، أو مبتدأ مؤخر على نحو ما رأيت، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف؛ إذ التقدير: الذي، أو شيء كانوا يعملونه. وعلى اعتبارها مصدرية تؤول بما بعدها بمصدر في محل رفع فاعل، أو مبتدأ مؤخر، التقدير: وباطل عملهم. {كانُوا:}