{لِلّهِ:} (الله): علم على الذات الواجب الوجود، المستحق لجميع المحامد، وهو اسم الله الأعظم، الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى، وإنما تخلفت الإجابة في بعض الأحيان عند الدعاء به لتخلف شروط الإجابة؛ التي أعظمها أكل الحلال، ولم يسمّ به أحد سواه. قال تعالى:
{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} أي: هل تعلم أحدا تسمى (الله) غير الله، وقد ذكر في القرآن الكريم في ألفين وثلاثمائة وستين موضعا. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٦٥] من سورة (مريم) عليها السّلام.
الإعراب: {الْحَمْدُ:} مبتدأ. {لِلّهِ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، تقديره: ثابت لله، والجملة الاسمية ابتدائية، لا محل لها. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل جرّ صفة لله، أو بدل منه. {أَنْزَلَ:} ماض، والفاعل يعود إلى {الَّذِي،} وهو العائد. {عَلى عَبْدِهِ:}
متعلقان بما قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {الْكِتابَ:} مفعول به، وجملة: {أَنْزَلَ..}.
إلخ صلة الموصول، لا محل لها. {وَلَمْ:} الواو: واو الحال. (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَجْعَلْ:} مضارع مجزوم ب: (لم)، والفاعل يعود إلى {الَّذِي}. {لِلّهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {عِوَجاً:} مفعول به، وجملة: {وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً} في محل نصب حال من {الْكِتابَ} والرابط: الواو، والضمير، وأجيز عطفها على جملة الصلة. وقيل: هي معترضة بين الحال {قَيِّماً،} وصاحبها، وهو {الْكِتابَ} وهو ضعيف.
{قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً (٢)}
الشرح: {قَيِّماً:} مستقيما معتدلا، لا إفراط فيه، ولا تفريط، أو قيما بمصالح العباد، فيكون وصفا له بالتكميل بعد وصفه بالكمال، أو قيما على الكتب السابقة يشهد بصحتها. انتهى.
بيضاوي. وقرأه العامة بالتشديد، فأصله: قيوما، فقلبت الواو ياء، ثم أدغمت الياء في الياء، وقرأه أبان بن تغلب: «(قيما)» بكسر القاف وفتح الياء مخففة، فأصله قوما، فقلبت الواو ياء لمناسبة الكسرة قبلها. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [١٦٢] من سورة (الأنعام)، والآية رقم [٥] من سورة (النساء)، والآية رقم [٩٧] من سورة (المائدة) وذكر الاستقامة بعد نفي العوج للتأكيد، وربّ مشهود له بالاستقامة لا يخلو عن أدنى عوج عند السبر، والصفح. هذا؛ وفي «القاموس» وغيره: القيّم على الأمر متوليه، كقيّم الوقف، والقيّم على اليتيم... إلخ، وقيّم المرأة:
زوجها، وأمر قيّم مستقيم، والديانة القيّمة المستقيمة. قال تعالى: {وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} وقال تعالى: {ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}.
{لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً} أي: لينذر الذين كفروا عذابا شديدا عاجلا في الدنيا، وعذابا أليما في الآخرة. {مِنْ لَدُنْهُ:} من عند الله تعالى. وانظر شرح (لدن) في الآية رقم [٨٠] من سورة