{فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً} أي: بالماء. {تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ} أي: تأكل مواشيهم من الزرع، كالتبن، والقصل، والورق، وبعض الحبوب المخصوصة بها. {وَأَنْفُسُهُمْ} أي: يأكلون منه كالحبوب التي يعتادها الإنسان، وأنواع الخضار، ومختلف أنواع الفواكه، والثمار، وقدم الأنعام؛ لأن انتفاعها مقصور على النبات، ولأن أكلها منه مقدم؛ لأنها تأكله قبل أن يثمر، ويخرج سنبله، وختمت الآيات هنا بقوله:{أَفَلا يُبْصِرُونَ} لأن الزرع مرئي، وختمت الآية السابقة بقوله:{أَفَلا يَسْمَعُونَ} لأن ما قبله مسموع، أو ترقيا من الأدنى إلى الأعلى في الاتعاظ مبالغة في التذكير، ودفع العذر. انتهى. جمل نقلا من الشهاب. ومعنى:{أَفَلا يُبْصِرُونَ} فيستدلون به على كمال قدرته، وفضله وكرمه وجوده.
الإعراب:{أَوَلَمْ:} الهمزة: حرف استفهام توبيخي. الواو: حرف استئناف، أو هي حرف عطف. (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم. {يَرَوْا:} فعل مضارع مجزوم ب: (لم)، وعلامة جزمه حذف النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله، والألف للتفريق. {أَنّا:} حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت ألفها دليلا عليها. {نَسُوقُ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره:«نحن». {الْماءَ:} مفعول به. {إِلَى الْأَرْضِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {الْجُرُزِ:} صفة: {الْأَرْضِ،} وجملة: {نَسُوقُ..}. إلخ في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعول الفعل قبله، وجملة:{أَوَلَمْ يَرَوْا..}. إلخ مستأنفة، أو معطوفة على جملة {أَوَلَمْ يَهْدِ..}. إلخ لا محل لها على الاعتبارين. {فَنُخْرِجُ:} الفاء: حرف عطف. (نخرج): فعل مضارع، والفاعل تقديره:«نحن». {بِهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {زَرْعاً:} مفعول به، والجملة الفعلية:{فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً} معطوفة على جملة: {نَسُوقُ..}. إلخ فهي في محل رفع مثلها.
{تَأْكُلُ:} فعل مضارع. {مِنْهُ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {أَنْعامُهُمْ:} فاعل، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {وَأَنْفُسُهُمْ:} الواو: حرف عطف. (أنفسهم):
معطوف على ما قبله، وجملة:{تَأْكُلُ..}. إلخ في محل نصب صفة زرعا. {أَفَلا يُبْصِرُونَ} إعرابها مثل إعراب: {أَفَلا يَسْمَعُونَ} إفرادا، وجملا، ومحلا.
الشرح:{وَيَقُولُونَ} أي: الكفار. {مَتى هذَا الْفَتْحُ} أي: النصر، أو الفصل بالحكومة.
وقيل: المراد به: فتح مكة. وقال مجاهد: المراد به يوم القيامة، وهو الأصح، حيث يروى: أن المؤمنين قالوا للمشركين: سيحكم الله عز وجل بيننا يوم القيامة، فيثيب المحسن، ويعاقب المسيء. فقال الكفار على سبيل التهزي: متى يوم الفتح؟ وقيل: كان المسلمون يقولون: إن الله