ما كان يرضى رسول الله فعلهم... والطّيّبان أبو بكر ولا عمر
{السَّيِّئَةُ:} معطوف على ما قبله. {اِدْفَعْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر فيه تقديره: «أنت».
{بِالَّتِي:} متعلقان بما قبلهما، و (التي) صفة لموصوف محذوف؛ أي: بالخصلة التي... إلخ، والجملة الاسمية: {هِيَ أَحْسَنُ} صلة الموصول، لا محل لها، وجملة: {اِدْفَعْ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، وإنما لم يقل: فادفع بالتي هي أحسن؛ أي: بقرن الجملة الفعلية بالفاء الفصيحة؛ لأنه على تقدير قائل قال: فكيف أصنع؟ فقال: ادفع بالتي هي أحسن. {فَإِذَا الَّذِي:}
(إذا) هي الفجائية. {الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. وانظر الآية رقم [٢٩] من سورة (يس) ففيها الكفاية. {بَيْنَكَ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر مقدم، والكاف في محل جر بالإضافة. {وَبَيْنَهُ:} معطوف على ما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة. {عَداوَةٌ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية صلة الموصول، لا محل لها. {كَأَنَّهُ:}
حرف مشبه بالفعل، والهاء في محل نصب اسمها. {وَلِيٌّ:} خبر: (كأن). {حَمِيمٌ:} صفة:
{وَلِيٌّ،} والجملة الاسمية: {كَأَنَّهُ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، وهو: {الَّذِي}.
هذا؛ وقال أبو البقاء: {كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} فيه وجهان: أحدهما: هو أي: الجملة في محل نصب حال من {الَّذِي} بصلته، و {الَّذِي} مبتدأ، و (إذا) للمفاجأة. وهي خبر المبتدأ؛ والفائدة تحصل من الحال. والثاني أن يكون {كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} خبر المبتدأ، و (إذا) ظرف لمعنى التشبيه، والظرف يتقدم على العامل المعنوي. انتهى. ونقل الجمل عن الكرخي ما يشبهه، وهو يخالف ما نقلته من مغني اللبيب لابن هشام في إعراب مثل هذه الجملة في محاله.
{وَما يُلَقّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقّاها إِلاّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٣٥)}
الشرح: {وَما يُلَقّاها} أي: هذه الفعلة الكريمة، والخصلة الشريفة، والسجية العالية، وهي: مقابلة الإساءة بالإحسان. {إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا} أي: طبعهم، وسجيتهم، وشأنهم الصبر، وكظم الغيظ، واحتمال الأذى، وتحمل المكاره، وتجرع الشدائد. وفي سورة (القصص) رقم [٨٠]: {وَلا يُلَقّاها إِلاَّ الصّابِرُونَ}. {وَما يُلَقّاها إِلاّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} أي: صاحب حظ، والحظ: الجدّ، وهو البخت، والدولة. يقال: فلان ذو حظ، وحظيظ، ومحظوظ، وما الدنيا إلا أحاظ، وجدود، ورحم الله من يقول وهو أبو العلاء المعري: [الكامل]
لا تطلبنّ بغير حظّ رتبة... قلم الأديب بغير حظّ مغزل
سكن السّما كان السماء كلاهما... هذا له رمح وهذا أعزل
السما كان: كوكبان، يقال لأحدهما: الأعزل، وهو من منازل القمر، وهو الذي له النوء، وسمي أعزل؛ لأنه لا شيء من الكواكب بين يديه، ويقال للآخر: الرامح، وسمي رامحا بكوكب