وللكفّ عن شتم اللّئيم تكرّما... أضرّ له من شتمه حين يشتم
وقال آخر: [الوافر]
وما شيء أحبّ إلى سفيه... إذا سبّ الكريم من الجواب
متاركة السّفيه بلا جواب... أشدّ على السّفيه من السّباب
وقال محمود الوراق. وقيل: الخليل بن أحمد: [الطويل]
سألزم نفسي الصّفح عن كلّ مذنب... وإن كثرت منه لديّ الجرائم
فما النّاس إلا واحد من ثلاثة... شريف ومشروف ومثل مقاوم
فأمّا الّذي فوقي فأعرف قدره... وأتبع فيه الحقّ والحقّ لازم
وأمّا الّذي دوني فإن قال صنت عن... إجابته عرضي وإن لام لائم
وأمّا الّذي مثلي، فإن زلّ أو هفا... تفضّلت إن الفضل بالحلم حاكم
هذا؛ وانظر الآية رقم [٢٢] من سورة (الرعد) وانظر: {يَسْتَوِي} في الآية رقم [٥٨] من سورة (غافر). هذا؛ وبين {الْحَسَنَةُ} و {السَّيِّئَةُ} مطابقة. انظر الآية المذكورة من سورة (غافر).
هذا؛ وقال لبيد بن ربيعة-رضي الله عنه-من معلقته رقم [٢١]: [الكامل]
واحب المجامل بالجزيل وصرمه... باق إذا ضلعت وزاغ قوامها
المعنى يقول: لا تعاجل صديقك بقطع الذي بينك وبينه، واخصصه بالمودة ما ثبت لك، فإن مال عن طريق الاستقامة؛ فأنت قادر على قطيعته كل وقت، كما قال النمر بن تولب الصحابي-رضي الله عنه-: [المتقارب]
فأحبب حبيبك حبّا رويدا... فليس يعولك أن تصرما
وأبغض بغيضك بغضا رويدا... إذا أنت حاولت أن تحكما
وقد ذكروا: أنه مأخوذ من قول النبي صلّى الله عليه وسلّم والأصح: أنه من قول علي-رضي الله عنه-:
أحبب حبيبك هونا ما؛ عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما.
الإعراب: {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): نافية. {تَسْتَوِي:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل. {الْحَسَنَةُ:} فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على الجملة الاسمية في الآية السابقة، أو هي مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين. {وَلا:}
الواو: حرف عطف. (لا): صلة لتأكيد النفي. قاله الفراء، وأنشد قول الشاعر: [البسيط]