للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإيجاب. وقيل: إن المفعول محذوف، التقدير: إني أسكنت ذرية من ذريتي، وضعفه ظاهر، فيكون {ذُرِّيَّتِي} مفعولا به، مجرورا لفظا منصوبا محلا، وياء المتكلم في محل جر بالإضافة، {بِوادٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين.

{غَيْرِ:} صفة (واد). وقيل: بدل منه، و {غَيْرِ} مضاف، و {ذِي} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه من الأسماء الخمسة، وجمعه: «أولي» من غير لفظه كما قد رأيت في الآية رقم [١٩] من سورة (الرعد)، و {ذِي:} مضاف، و {زَرْعٍ:} مضاف إليه، {عِنْدَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل السابق، و {عِنْدَ} مضاف، و {بَيْتِكَ} مضاف إليه، والكاف في محل جر بالإضافة. {الْمُحَرَّمِ:} صفة له، وجملة: {أَسْكَنْتُ..}. إلخ في محل رفع خبر (إنّ).

هذا؛ وقال أبو البقاء في {عِنْدَ} يجوز أن يكون صفة ل‍: (واد)، وأن يكون بدلا منه. {رَبَّنا:}

توكيد لسابقه. {لِيُقِيمُوا:} مضارع منصوب ب‍: «أن» مضمرة بعد لام التعليل. وقيل: اللام للأمر، فيكون مجزوما، وعلامة النصب، أو الجزم حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، وعلى النصب تؤول «أن» المضمرة مع الفعل بمصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل {أَسْكَنْتُ} وعلى الجزم تكون الجملة مستأنفة، لا محل لها. {فَاجْعَلْ:} الفاء:

هي الفصيحة. (اجعل): فعل دعاء، والفاعل تقديره: «أنت». {أَفْئِدَةً:} مفعول به. {مِنَ النّاسِ:} متعلقان بمحذوف صفة، التقدير: أفئدة كائنة من أفئدة الناس، فحذف المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه. {تَهْوِي:} يقرأ بفتح الواو، وكسرها، فهو مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء، أو على الألف، والفاعل يعود إلى {أَفْئِدَةً} كما قرئ بالبناء للمجهول. {إِلَيْهِمْ:}

متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان، وجملة: (اجعل...) إلخ لا محل لها؛ لأنها جواب لشرط غير جازم، التقدير: وإذا كان ذلك حاصلا، بإيحائك وأمرك؛ فاجعل... إلخ، وجملة: (ارزقهم...) إلخ معطوفة على ما قبلها. {مِنَ الثَّمَراتِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وهما مفعوله الثاني، والجملة الاسمية: {لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} مفيدة للتعليل، وينبغي أن تدرك معي: أن الآية الكريمة بكاملها من مقول إبراهيم عليه السّلام.

{رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَما نُعْلِنُ وَما يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (٣٨)}

الشرح: {رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَما نُعْلِنُ} أي: تعلم سرنا كما تعلم علننا؛ أي: جهرنا.

والمعنى: إنك تعلم أحوالنا، وما يصلحنا، وما يفسدنا، وأنت أرحم بنا منا، فلا حاجة بنا إلى الدعاء والطلب، إنما ندعوك إظهارا للعبودية لك، وتخشعا لعظمتك، وتذللا لعزتك، وافتقارا إلى ما عندك. وقيل: معناه: تعلم ما نخفي من الوجد بفرقة إسماعيل وأمه، حيث أسكنتهما بواد

<<  <  ج: ص:  >  >>