للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{الْمُوقَدَةُ:} صفة {نارُ اللهِ}. {الَّتِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع صفة {نارُ اللهِ،} أو هي في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف. التقدير: هي التي، أو في محل نصب مفعول به لفعل محذوف. التقدير: أعني: التي. {تَطَّلِعُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى {الَّتِي} وهو العائد، والجملة الفعلية لا محل لها صلة الموصول. {عَلَى الْأَفْئِدَةِ:} متعلقان بما قبلهما.

{إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (٩)}

الشرح: {إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ:} مطبقة مغلقة، لا يدخل إليهم روح، وريحان. وانظر ما ذكرته في آخر سورة (البلد) وخذ هنا زيادة على ذلك قول عبيد الله بن قيس الرقيات: [الخفيف]

إنّ في القصر لو دخلنا غزالا... مصفقا موصدا عليه الحجاب

{فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} يعني: الأبواب هي الممددة. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-:

أدخلهم في عمد ممددة عليهم بعماد، في أعناقهم السلاسل، فسدت بها الأبواب. وقال قتادة:

كنا نحدث: أنهم يعذبون بعمد من نار في النار. واختاره ابن جرير. وقال أبو صالح: هي القيود الثقال. وفي حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «ثمّ إنّ الله يبعث إليهم ملائكة بأطباق من نار، ومسامير من نار، وعمد من نار، فتطبق عليهم بتلك الأطباق، وتشدّ عليهم بتلك المسامير، وتمدّ بتلك العمد، فلا يبقى فيها خلل يدخل فيه روح، ولا يخرج منه غمّ، وينساهم الرحمن على عرشه، ويتشاغل أهل الجنة بنعيمهم، ولا يستغيثون بعدها أبدا، وينقطع الكلام، فيكون كلامهم زفيرا، وشهيقا، فذلك قوله تعالى: {إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ»}.

انتهى. قرطبي. هذا؛ ويقرأ: {عَمَدٍ} بضمتين، وفتحتين. قال الفراء: هما جمعان صحيحان ل‍: «عمود» مثل: أديم، وأدم، وأدم، وأفيق، وأفق، وأفق. الأديم: الجلد المدبوغ، والأفيق:

الجلد الذي لم يدبغ. وقال الجوهري: العمود: عمود البيت، وجمع القلة: أعمدة، وجمع الكثرة: عمد، وعمد.

تنبيه: فلا يبقى لما قاله الشيخ محمد عبده في تفسيره: إن المراد بذلك الكهرباء الناتج عنها الأشعة السينية، وغيرها التي تصور القلب، وغيره من الأحشاء الداخلية، فلا يبقى لقوله مجال بعد أن خوف الله الهمزة، واللمزة الذي يجمع المال، ويعدده بالحطمة الموصوفة بما ذكر. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {إِنَّها:} (إنّ): حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {مُؤْصَدَةٌ:} خبر (إنّ). {فِي عَمَدٍ:} متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هم في عمد، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الضمير المجرور

<<  <  ج: ص:  >  >>