للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (٣٧)}

الشرح: {فَكَذَّبُوهُ} أي: كذب قوم شعيب شعيبا فيما قاله، فلم يؤمنوا به، ولم يصدقوه فيما يقوله. {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ:} وفي سورة (الحجر): {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ،} وفي سورة (هود):

{وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ}. فقد قال الفراء، والزجاج: الرجفة: الزلزلة الشديدة العظيمة.

وقال مجاهد، والسدي: هي الصيحة، فيحتمل: أنهم أخذتهم الزلزلة من تحتهم، والصيحة من فوقهم حتى هلكوا، فيكون قد اجتمع على إهلاكهم سببان. وقيل: إن جبريل الأمين-عليه السّلام-صاح فيهم، فتزلزلت الأرض من صيحته، فرجفت قلوبهم. والإضافة إلى السبب لا تنافي الإضافة إلى سبب السبب. انتهى. جمل نقلا من زاده. {فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ} أي: أصبحوا في أرضهم، وبلدهم ميتين على وجوههم خامدين. هذا؛ والجثوم للناس، والطير بمنزلة البروك للبعير. وانظر شرح {الدّارِ} في الآية رقم [٣٧] من سورة (القصص).

الإعراب: {فَكَذَّبُوهُ:} الفاء: حرف عطف. (كذبوه): فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: (قال...) إلخ لا محل لها مثلها.

{فَأَخَذَتْهُمُ:} الفاء: حرف عطف أيضا. (أخذتهم): فعل ماض، والتاء للتأنيث حرف لا محل له، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، والميم حرف دال على جماعة الذكور.

{الرَّجْفَةُ:} فاعله. والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {فَأَصْبَحُوا:}

الفاء: حرف عطف، وقد أفادت في المواضع الثلاثة الترتيب، والتعقيب. (أصبحوا): فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق. {فِي دارِهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {جاثِمِينَ:} خبر (أصبح) منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. هذا؛ وأجيز اعتبار أصبحوا تاما، فتكون الواو فاعله، و {جاثِمِينَ} حالا، والأول أقوى، وجملة: {فَأَصْبَحُوا..}. إلخ: معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا.

{وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (٣٨)}

الشرح: {وَعاداً:} عاد: اسم للحي؛ ولذلك صرف، ومنهم من جعله اسما للقبيلة، ولذلك منعه، و (عاد) في الأصل اسم الأب الكبير، وهو: عاد بن عوص، بن إرم، بن سام، بن نوح، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. فسميت به القبيلة، أو الحي، وقبيلة عاد كانت تسكن الأحقاف من أرض اليمن. أما ثمود؛ فهي قبيلة أخرى من العرب كعاد، سموا باسم أبيهم

<<  <  ج: ص:  >  >>