للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مستأنفة لا محل لها، وانظر الآية رقم [٤٥] من سورة (النور) تجد ما يسرك. {فَإِنْ:} الفاء:

حرف استئناف وتفريع. (إن): حرف شرط جازم. {أَصابَهُ:} ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والهاء مفعول به. {خَيْرٌ:} فاعله، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي. {اِطْمَأَنَّ:} ماض مبني على الفتح في محل جزم جواب الشرط، والفاعل يعود إلى (من). {أَصابَهُ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جملة جواب الشرط ولم تقترن بالفاء، ولا ب‍: «إذا» الفجائية، و (إن) ومدخولها كلام مستأنف، ومفرع عما قبله لا محل له.

وإعراب: {وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ} مثلها بلا فارق. {عَلى وَجْهِهِ:} متعلقان بما قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة. {خَسِرَ:} ماض، والفاعل يعود إلى {مِنَ}. {الدُّنْيا:} مفعول به منصوب. {وَالْآخِرَةَ:} معطوف على الدنيا، والجملة الفعلية: {خَسِرَ..}. إلخ تحتمل الاستئناف، فلا محل لها، وتحتمل الحالية من فاعل {اِنْقَلَبَ،} ولا حاجة إلى إضمار «قد» على الصحيح، وتحتمل البدلية من قوله {اِنْقَلَبَ،} كما أبدل المضارع من مثله في قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (٦٨) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ} هذا؛ ويقرأ: «(خاسر)» على أنه اسم فاعل، وهو حال من فاعل {اِنْقَلَبَ،} وعليه فهو مضاف، و {الدُّنْيا} مضاف إليه، ويكون (الآخرة) معطوفا على {الدُّنْيا} مجرورا مثله. {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

{هُوَ:} ضمير فصل لا محل له، أو هو بدل من ذلك. {الْخُسْرانُ:} خبر المبتدأ. {الْمُبِينُ:}

صفته، هذا؛ وإن اعتبرت (هو) مبتدأ، و {الْخُسْرانُ} خبره. فتكون الجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {ذلِكَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَضُرُّهُ وَما لا يَنْفَعُهُ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (١٢)}

الشرح: {يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ:} يعبد من دون الله، وانظر (يدعو) في الآية رقم [١١٠] من سورة (الإسراء)، وانظر (دون) في الآية رقم [١٤] من سورة (الكهف)، وشرح لفظ الجلالة في الآية رقم [٣] {ما لا يَضُرُّهُ:} المراد به: الصنم الذي لا يضره إن أعرض عن عبادته، وتقديسه، والذي لا ينفعه بشيء إن أطاعه، وعبده. {ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ} أي: من الرشد، والحق، والصواب. و {الضَّلالُ} مصدر «ضل» الثلاثي: وانظر الآية رقم [٩] فهو مستعار من ضلال من أبعد في التيه ضلالا، أو هو مجاز عقلي، على حد: جد جده؛ لأن البعيد في الحقيقة إنما هو الضال؛ لأنه هو الذي يتباعد عن الطريق، فوصف به فعله.

الإعراب: {يَدْعُوا:} مضارع مرفوع. وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو للثقل، والفاعل يعود إلى {مِنْ}. {مِنْ دُونِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وقيل: متعلقان بمحذوف حال،

<<  <  ج: ص:  >  >>