للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {فَلا:} (الفاء): حرف استئناف. (لا): نافية، أوصلة، أو هي (لا) الابتداء حسب ما رأيت في الشرح. {أُقْسِمُ:} فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر وجوبا تقديره: «أنا»، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها، وهي في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف على اعتبار (لا) للابتداء، كما رأيت في الشرح. {بِما:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، فهي مبنية على السكون في محل جر بالباء، والجملة بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: بالذي، أو بشيء تبصرونه. {وَما:} (الواو):

حرف عطف. (ما): معطوفة على ما قبلها، فهي في محل جر مثله. {لا:} نافية، والجملة الفعلية بعدها صلة (ما)، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، التقدير: والذي، أو وشيء لا تبصرونه. {إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {لَقَوْلُ:} (اللام): هي المزحلقة. (قول):

خبر (إنّ)، وهو مضاف، و {رَسُولٍ} مضاف إليه. من إضافة المصدر لفاعله. {كَرِيمٍ:} صفة {رَسُولٍ،} والجملة الاسمية: {إِنَّهُ..}. إلخ جواب القسم، لا محل لها.

{وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ (٤١) وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ (٤٢)}

الشرح: {وَما هُوَ} أي: القرآن. {بِقَوْلِ شاعِرٍ:} كما تزعمون؛ لأنه مباين لأوزان الشعر كلها. {قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ} أي: قلما تؤمنون بهذا القرآن. قال مقاتل بن سليمان: يعني بالقليل: أنهم لا يصدقون بأن القرآن من الله؛ بمعنى: أنهم لا يؤمنون به أصلا. والعرب تقول: (قلما يأتينا) يريدون: لا يأتينا. انتهى. صفوة التفاسير. {وَلا بِقَوْلِ كاهِنٍ} أي: وليس القرآن بقول كاهن؛ لأن محمدا صلّى الله عليه وسلّم يسب الشياطين، ويشتمهم، فكيف ينزلون على من يشتمهم بشيء. {قَلِيلاً ما تَذَكَّرُونَ} أي: لا تتذكرون ألبتة، فحذفت إحدى التاءين. وهذا كثير في القرآن الكريم.

وفي الجمل نقلا من أبي السعود: ذكر الإيمان مع نفي الشعر، والتذكر مع نفي الكهانة؛ لأن عدم مشابهة القرآن للشعر أمر بين، لا ينكره إلا معاند كافر بخلاف مباينته للكهانة، فإنها تتوقف على تذكر أحواله صلّى الله عليه وسلّم، وتذكر معاني القرآن المنافية لطريقة الكهانة، ومعاني أقوالهم.

هذا؛ وجمع {شاعِرٍ} شعراء، والأصل في فعلاء أن يكون جمع فعيل. مثل: ظريف، وظرفاء، وشريف، وشرفاء؛ لأن فعيلا إنما يقع لمن قد كمل ما هو فيه، فلما كان «شاعر» إنما يقال لمن عرف بالشعر شبه بفعيل، ودخلت ألف التأنيث الممدودة تأنيث الجماعة، كما تدخل الهاء في صياقلة، وزنادقة، وصيادلة. وقال الأخفش: {شاعِرٍ} مثل: لابن، وتامر، أي:

صاحب شعر، وصاحب لبن، وصاحب تمر، وقد سمي الشاعر شاعرا؛ لفطنته، وشدة ذكائه، وهو الفقيه أيضا، والشاعر مأخوذ من قولهم: ما شعرت بهذا الأمر، أي: ما فطنت له. وقوله تعالى في كثير من الآيات في حق الكافرين والمنافقين والفاسقين: {وَما يَشْعُرُونَ} أي: لا

<<  <  ج: ص:  >  >>