للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا؛ وروى أبو الزبير عن جابر-رضي الله عنهما-قال: لما نزلنا الحجر في مغزى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تبوك، قال: «أيها الناس! لا تسألوا في هذه الايات، هؤلاء قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث لهم ناقة، فبعث الله إليهم الناقة، فكانت ترد من ذلك الفج، فتشرب ماءهم يوم وردها، ويحلبون منها مثل الذي كانوا يشربون يوم غبها». وهو معنى قوله تعالى: {وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْماءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ،} ومعنى قوله في سورة (الشعراء): {لَها شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}.

الإعراب: {وَنَبِّئْهُمْ:} (الواو): حرف عطف. (نبئهم): فعل أمر، وفاعله مستتر فيه وجوبا، تقديره: «أنت»، والهاء مفعوله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.

{أَنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الْماءَ:} اسم {أَنَّ}. {قِسْمَةٌ:} خبر {أَنَّ}. {بَيْنَهُمْ:} ظرف مكان متعلق ب‍: {قِسْمَةٌ} أو بمحذوف صفة له، والهاء في محل جر بالإضافة، و {أَنَّ} واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي (نبئ) الثاني، والثالث. {كُلُّ:}

مبتدأ، وهو مضاف، و {شِرْبٍ} مضاف إليه. {مُحْتَضَرٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية تعليلية، أو مستأنفة، لا محل لها على الاعتبارين. {فَنادَوْا:} (الفاء): حرف عطف. (نادوا): فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المحذوفة لالتقائها ساكنة مع واو الجماعة؛ التي هي فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على جملة محذوفة، التقدير: فتماروا على ذلك.

و «زاده» اعتبر الفاء فصيحة، وقدر قبلها كلاما كثيرا. {صاحِبَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. {فَتَعاطى:} الفاء: حرف عطف. (تعاطى): فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى صاحبهم، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {فَعَقَرَ:}

الفاء: حرف عطف. (عقر): فعل ماض، والفاعل يعود إلى صاحبهم أيضا، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.

{فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ (٣٠) إِنّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ (٣١) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٣٢)}

الشرح: {فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ:} انظر الاية رقم [١٦]. {إِنّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً واحِدَةً:} يريد صيحة جبريل عليه السّلام. فكانت في اليوم الرابع من عقر الناقة؛ لأنه كان في يوم الثلاثاء، ونزول العذاب بهم كان في يوم السبت. {فَكانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ:} يقرأ بكسر الظاء على أنه اسم الفاعل، وبفتحها على أنه اسم المفعول. قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: هو الرجل يجعل لغنمه حظيرة من الشجر، والشوك دون السباع، فما سقط من ذلك، فداسته الغنم فهو الهشيم.

وقيل: هو الشجر البالي الذي يهشم، حين تذروه الرياح. والمعنى: أنهم صاروا كيبيس الشجر إذا بلي، وتحطم. وقيل: كالعظام النخرة المحترقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>