للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنبيه: أذكر أنّ الناقة ولدت ولدا مثلها، ومكثت الناقة مع ولدها ترعى الشجر، وترد الماء غبا، فما ترفع رأسها من البئر حتى تشرب كل ماء فيها، ثم تتفحج، فيحلبون ما شاؤوا؛ حتى تمتلئ أوانيهم، فيشربون، ويدخرون، وكانت تصيف بظهر الوادي، فتهرب منها أنعامهم إلى بطنه، وتشتو ببطنه، فتهرب مواشيهم إلى ظهره، فشق ذلك عليهم، وزينت لهم عقرها عنيزة أم غنم، وصدقة بنت المختار، فعقروها، واقتسموا لحمها. فرقى ولدها جبلا اسمه قارة، فرغا ثلاثا، فقال لهم صالح: أدركوا الفصيل عسى أن يرفع عنكم العذاب، فلم يقدروا عليه؛ إذ انفرجت الصخرة بعد رغائه، فدخلها، فقال لهم صالح-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-: تصبح وجوهكم غدا مصفرة، وبعد غد محمرة، وفي اليوم الثالث مسودة، ثم يصبحكم العذاب، فلما رأوا العلامات؛ طلبوا أن يقتلوه فأنجاه الله إلى أرض فلسطين، ولما كانت صحوة اليوم الرابع تحنطوا وتكفنوا بالأنطاع، فأتتهم صيحة جبريل عليه السّلام، فتقطعت قلوبهم، فهلكوا. انتهى. بيضاوي في غير هذا الموضع.

وعن ابن عمر-رضي الله عنهما-قال: لما مر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالحجر، قال: «لا تدخلوا مساكن الّذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلاّ أن تكونوا باكين، ثم قنّع رأسه، وأسرع السّير حتى جاوز الوادي». متفق عليه، والحجر هي بلاد ثمود، قال تعالى في سورة (الحجر):

{وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ}. وعن ابن عمر أيضا: أن الناس نزلوا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الحجر أرض ثمود، فاستقوا من آبارها، وعجنوا به العجين، فأمرهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يهريقوه، وأن يعلفوا الإبل العجين، وأمرهم أن يستقوا من البئر؛ التي كانت تردها الناقة، رواه الشيخان.

هذا؛ وكانت الفرقة المؤمنة من قوم صالح أربعة آلاف، خرج بهم صالح عليه الصلاة والسّلام بعد هلاك قومه من فلسطين إلى حضرموت، فلما دخلوها؛ مات صالح، فسمّي حضرموت، ثم بنوا فيها أربعة آلاف مدينة، وسمّوها حاضوراء. وقال قوم من أهل العلم: توفي صالح بمكة، وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وأقام في قومه عشرين سنة. انتهى. خازن في غير هذا الموضع.

الإعراب: {فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ:} انظر الاية رقم [١٦] فالإعراب فيها كاف واف. {إِنّا:}

(إنّ): حرف مشبه بالفعل، و (نا): اسمها، حذفت نونها، وبقيت ألفها دليلا عليها. {أَرْسَلْنا:}

فعل، وفاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ). {عَلَيْهِمْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {صَيْحَةً:} مفعول به. {واحِدَةً:} صفة لها. (كانوا): فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق. {كَهَشِيمِ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر (كان) وإن اعتبرت الكاف اسما؛ فهي الخبر، و (الكاف) مضاف، و (هشيم) مضاف إليه، و (هشيم) مضاف، و {الْمُحْتَظِرِ} مضاف إليه، والجملة الاسمية: {إِنّا..}. إلخ مستأنفة، أو ابتدائية، لا محل لها على الاعتبارين. {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا..}. إلخ إعراب هذه الجملة موجود في الاية رقم [١٧] وما يحال عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>