للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهنتموه، وأعريتموه، وأجعتموه؛ أفضى بكم إلى خير غاية؟» قالوا: يا رسول الله! هذا شرّ صاحب، قال: «فو الّذي نفسي بيده، إنّها لنفوسكم الّتي بين جنوبكم». انتهى.

الإعراب: {فَمَنْ:} الفاء: حرف استئناف. (من) اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {حَاجَّكَ:} فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من)، والكاف مفعول به. {فِيهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْ بَعْدِ:} متعلقان بالفعل قبلهما أيضا، و {بَعْدِ} مضاف. و {ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل جر بالإضافة. {جاءَكَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى: {ما} وهو العائد، أو الرابط، والكاف مفعول به، والجملة الفعلية صلة: {ما} أو صفتها. {مِنَ الْعِلْمِ:} متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر العائد على: {ما} و {مِنْ} بيان لما أبهم فيها، هذا ويجوز على مذهب الأخفش اعتبار: {ما} مصدرية. فيكون فاعل (جاء) {الْعِلْمِ} و {مِنْ} مزيدة على مذهبه، وبعد سبك المصدر من: {ما} والفعل: (جاء) يكون التقدير: من بعد مجيء العلم لك.

{فَقُلْ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (قل): فعل أمر، وفاعله مستتر، تقديره: «أنت» {تَعالَوْا:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق. {نَدْعُ:} فعل مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للأمر، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الواو، والضمة قبلها دليل عليها، والفاعل مستتر تقديره: نحن، والجملتان في محل نصب مقول القول، وجملة: (قل...) إلخ في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محلّ لها؛ لأنها لا تحلّ محلّ المفرد، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه. فقيل: جملة الشرط.

وقيل: جملة الجواب. وقيل: الجملتان، وهو المرجّح عند المعاصرين، والجملة الاسمية {فَمَنْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {أَبْناءَنا:} مفعول به، وما بعده معطوف عليه، و (نا) والكاف في محل جر بالإضافة.

{ثُمَّ:} حرف عطف. {نَبْتَهِلْ:} فعل مضارع معطوف على: {نَدْعُ} مجزوم مثله.

{فَنَجْعَلْ:} معطوف عليه أيضا، وفاعلهما مستتر وجوبا تقديره: نحن. {لَعْنَتَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه، من إضافة المصدر لفاعله. {عَلَى الْكاذِبِينَ:} متعلقان بالفعل (نجعل) وهما في محل نصب مفعوله الثاني، وهو قول أبي البقاء، وأرى: أنّه لا بأس بتعليقهما ب‍ {لَعْنَتَ}.

{إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللهُ وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦٢)}

الشرح: {إِنَّ هذا..}. إلخ؛ أي: ما قصّ الله علينا من خبر عيسى، ومريم هو الحقّ، دون ما يذكره النّصارى من أنّه الله، أو ابن الله. تعالى الله عمّا يقولون، ويكذّبون علوّا كبيرا! هذا؛

<<  <  ج: ص:  >  >>